شهادة الدراسة وشهادة الحياة - من كتاب أسواق الذهب لأمير الشعراء أحمد شوقي
شهادة الدراسة وشهادة الحياة
ما بال الناشئ وصل اجتهاده ، حتى حصل على الشهادة ، فلما كحل بأحرفها عينيه ، وظفرت بزخرفها كلتا يديه ؛ هجر العلم وربوعه ، وبعث إلى معاهده بأقطوعة ، طوى الدفاتر ، وترك المحابر، وذهب يخايل ويفاخر، ويدعي علم الأول والآخر؟
فمن ينبيه - بارك الله فيه لأبيه ، وجزى سعي معلمه ومربيه - أن الشهادة طرف السبب ، وفاتحة الطلب ، والجواز إلى أقطار العلم والأدب ، وأن العلم لا يُملك بالصكوك والرقاع ، وأن المعرفة عند الثقات غير وثائق الإقطاع ؟
ومن يقول له - أرشده الله - إن شهادة المدرسة غير شهادة الحياة؟
فيا ناشئ القوم بلغت الشباب ، ودفعت على الحياة الباب . فهل تأهبت للمعمعة ؟ وجهزت النفس للموقعة ؟ ووطنتها على الضيق بعد السعة ؟ وعلى شظف العيش بعد الدعة ؟
دعت الحياة : نزال . فهلم اقتحم المجال ، وتورد القتال ، أعانك الله على الحياة ، إنها حرب فجاءات ، وغدر وبيات ، وخداع من الناس ومن الحادثات ، فطوبى لمن شهدها كامل الأدوات ، موفور المعدات ، سلاحه صلاحه ، وترسه درسه ، ويلبه أدبه ، وصمصامته استقامته ، وكنانته أمانته ، وحربته دربته
من كتاب أسواق الذهب - لأمير الشعراء أحمد شوقي
المصدر: ستار تايمز
شهادة الدراسة وشهادة الحياة
ما بال الناشئ وصل اجتهاده ، حتى حصل على الشهادة ، فلما كحل بأحرفها عينيه ، وظفرت بزخرفها كلتا يديه ؛ هجر العلم وربوعه ، وبعث إلى معاهده بأقطوعة ، طوى الدفاتر ، وترك المحابر، وذهب يخايل ويفاخر، ويدعي علم الأول والآخر؟
فمن ينبيه - بارك الله فيه لأبيه ، وجزى سعي معلمه ومربيه - أن الشهادة طرف السبب ، وفاتحة الطلب ، والجواز إلى أقطار العلم والأدب ، وأن العلم لا يُملك بالصكوك والرقاع ، وأن المعرفة عند الثقات غير وثائق الإقطاع ؟
ومن يقول له - أرشده الله - إن شهادة المدرسة غير شهادة الحياة؟
فيا ناشئ القوم بلغت الشباب ، ودفعت على الحياة الباب . فهل تأهبت للمعمعة ؟ وجهزت النفس للموقعة ؟ ووطنتها على الضيق بعد السعة ؟ وعلى شظف العيش بعد الدعة ؟
دعت الحياة : نزال . فهلم اقتحم المجال ، وتورد القتال ، أعانك الله على الحياة ، إنها حرب فجاءات ، وغدر وبيات ، وخداع من الناس ومن الحادثات ، فطوبى لمن شهدها كامل الأدوات ، موفور المعدات ، سلاحه صلاحه ، وترسه درسه ، ويلبه أدبه ، وصمصامته استقامته ، وكنانته أمانته ، وحربته دربته
من كتاب أسواق الذهب - لأمير الشعراء أحمد شوقي
المصدر: ستار تايمز