الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، أنزله بأفصح لسان، وأودع في آيه غرر البلاغة ودرر البيان، تحدى به قوماً ملكوا ناصية الفصاحة وفنون الكلام، فبهرتهم نغماته ومداته، حركاته وسكناته، سلاسة ألفاظه، وإحكام أساليبه حتى قال قائلهم:
والله إن للقول الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته
وحُقّ للوليد بن المغيرة أن يقول ذاك، فهو يتحدث عن ( كتاب الله الذي فيه نبأ من قبلنا، وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأفئدة ولا تضل به الأهواء، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يخلق على كثرة الرد، لا يشبع منه العلماء ولا يملّه الأتقياء، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا { 1 } يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا { 2 }
من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم )
قال الحق تبارك وتعالى....
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ) يوسف 3
وقال أيضا ... إن هذا لهو القصص الحق
فعندما يخبرنا الحق جل وعلا عن قصة ما في القران الكريم إنما يكون ذلك لأخذ العبرة والعظة منها وعدم إتباع طريق من هلك من أصحابها لهذا جاءت قصص القران الكريم لتخبرنا عما حدث في الأمم السابقة على لسان النبي الامى ولتثبت أن هذا الكلام وهذا القران إنما هو وحى يوحى وانه من عند علام الغيوب وليس بدعا من الرسل
لذا سوف نستعرض هنا للقصص التي وردت في القران الكريم بداية من خلق ادم عليه السلام ومرور بقصص الأنبياء والحيوان في القران وانتهاء بقصة خير من مشى على تراب الأرض وشرفت وعظمت وتباهت الأرض بأنه وطأ ترابها سيد الخلق وإمام الحق صلوات ربى وسلامه عليه
خلق حواء
بعد خلق آدم وتصويره في أحسن خلقة ونفخ الروح فيه من المولى عز وجل كما أخبر في كتابه بقوله تعالى:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:29]...
خلق الله سبحانه وتعالى حواء من آدم عليه السلام، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1].وجاءت الأحاديث الصحيحة لتبين من أي مكان خلقت حواء من آدم، فجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. زاد ابن إسحاق (بتخريجه): اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم.
واتفق علماء التفسير على أن المقصود من قوله تعالى مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ هو آدم عليه السلام. جاء في تفسير الطبري:عن قتادة قوله:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"، يعني آدم.
وجاء في تفسير بن كثير: يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه، وهي عبادته وحده لا شريك له، ومُنَبّهًا لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة، وهي آدم، عليه السلام { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وهي حواء، عليها السلام، خلقت من ضِلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.
وجاء في تفسير زاد المسير لابن الجوزي:
والنفس الواحدة : آدم ، وزوجها حواء و«مِن» في قوله : { وخلق منها } للتبعيض في قول الجمهور . وقال ابن بحر : منها ، أي : من جنسها .
واختلفوا أي وقت خلقت له ، على قولين :
أحدهما : أنها خلقت بعد دخوله الجنة ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس .
والثاني : قبل دخوله الجنة ، قاله كعب الأحبار ، ووهب ، وابن إسحاق .
وقال أبو بكر الجزائري في كتابه أيسر التفاسير:
{ من نفس واحدة } : هى آدم عليه السلام .
{ وخلق منها زوجها } : خلق حواء من آدم من ضلعه .
العبرة من القصة:
هناك حديث للإمام احمد يقول ( لما خُلق آدم أسكنه الله الجنة فاستوحش فبينما هو نائم خلقت حواء من ضلعه
فلما استيقظ رآها
قال : من أنت
قالت: امرأة
قال: ما اسمك
قالت: حواء
قال: لما خلقتي
قالت :لأكون سكناً لك)
يعني أنا الطمأنينة والراحة فمن غيري الأرض هم ونكد أنا روح الأرض أنا سكن الأرض أنا طمأنينة الأرض .
هل المرأة والفتاة تدرك أنها خلقت لأجل العاطفة والسكن والطمأنينة والرحمة أنت من غيرك الأرض كئيبة.
إذا المرأة غالية عند الله (لما خلقت لأكون سكننا في الأرض).
فلا تصلح الحياة بدونها لأنها الراحة والسكن وهذا لا يكون إلا بوجود المرأة ومن غيرها الأرض لاتصلح للحياة لأنك أنت الحياة.
المشكلة أن الحضارة الغربية قضت على هذه المشاعر في المرأة وغرست فيها أن الحضارة لا تقوم إلا على المادة فقط ولا مجال أن تكون المرأة تربي الأولاد وتعطي الحنان والسكن وإنها إن أرادت أن تعيش تأكل وتشرب بشغلها ولا مجال لتربية الأولاد والعاطفة والحنان إنما البحث عن المادة .
(نحن لا نقول أن العمل حرام للمرأة ولكن تعمل العمل ألذي يتناسب مع تكوينها )
فبدأت المرأة في الغرب تعمل أي عمل حتى لو افقدها أنوثتها ووظيفتها الأساسية وهي أن تكون سكن الأرض فلم تكن كذلك .
ففسدت الأرض لان المسئول عن الطمأنينة في الأرض تخلت عن وظيفتها ففقد السكن وراحة الأولاد
وأصبحت المرأة تشعر أن هذا المهمة الاساسيه لها لا تحترم تطلعات المرأة وان فيها أهانه للمرأة وهذا بالعكس فيه كل الاحترام للمرأة .
لأنها متى حاولت تقليد الرجل في كل أعماله واتبعت الحضارة الزائفة فقدت أنوثتها وهذا أغلى واهم شيء تمتلكه .فلم تعد سكن .ففسدت الأرض فلا تعتقد المرأة إنها متى أعطت الأولوية للحنان والسكن في البيت أن هذا أهانه لها إن هذا من أساس عملها
ولكن لم تجد كل النساء عمل فقالت لها الحضارة إما أن تفقدي أنوثتك وتعملي أعمال شاقة خاصة بالرجال
أو تبيعيها أنوثتها وتستبيحها الحضارة فلا توجد سلعه إلا وعليها جسد امرأة (فأين لأكون سكن لك ) !!!
لمــــــــاذا سميت حواء ؟
لأنها رمز الحياة ( فاستوحش )لأنه لا تكون حياة بدونها هذه نظرة الإسلام للمرأة
أنت نصف المجتمع وتربين النصف الأخر فكيف ينظر لك الإسلام على انك نكره.
(فبينما هو نائم خلقت حواء ) لماذا وهو نائم ؟
ــ لان الرجل الألم يفقده العاطفة
ــ لكن المرأة تلد وهي مستيقظة يزيدها عاطفة لأن الألم يزود عندها العاطفة.
ثم خلقت من ضلع ، لماذا خلقت من ضلع ؟
قال :( استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن أنت ذهبت لتقيمها كسرتها وكسرها طلاقها فاستوصوا بالنساء )
ابتدأ الحديث بالوصاية بالنساء وانتهى بالوصاية بالنساء فهل يعقل أن يكون ما بداخل الحديث احتقار للمرأة !
( فإنهن خلقن من ضلع ) أين يوجد هذا الضلع الأعوج ؟
ــــ انه الذي يحمي القلب
لان إي صدمه على القلب إذا لم يوجد الضلع سوف تصيب القلب بنزيف ولا يستطيع الضلع أن يحمي القلب إلا أذا كان اعوج.أنت خلقت من الجزء الذي يحمي القلب هذا جسم حواء ,
ولولا اعوجاج الضلع لفقد قيمته فهو باعوجاجه يحمي القلب من الصدمات
فكان الرسول صل الله عليه وسلم يقول العاطفة الزائدة هي هذا الاعوجاج فلو أردت أن تقيمها فتجعلها تفقد حنانها وعاطفتها وتحكم عقلها فقط كسرتها ووظيفتها الحنية والعاطفة وليس الصلابة والقسوة .
خلق آدم من تراب الأرض وحواء خلقت من ضلع آدم لماذا لم تخلق من تراب الأرض مثل آدم
لأن كل واحد خلق من الذي يعمل معه
ـ لان تكوينها في عملها مع القلب وغير ذلك يفقد الحياة صلاحها لان كتلوجها كذلك
ـ ولا يمكن أن تكون مثل الرجل الذي خلق من التراب الذي تكوينه وعمله هو الذي تصلح به الأرض فهو الذي يزرعويتاجر ويحارب . فلا يصلح أن نغير العمل لأن العمل يتلاءم مع تركيبة الجسم.
الرد على قول بعد الدكاترة أن حواء لم تُخلق من ضلع من آدم عليه السلام
قال فضيـلة الشيخ عبدالرحمن السحيـم في جواب عن أحد الأسئلة المتعلقة بخلق حواء:
أولاً: يجِب من يَتكلّم أن يَتكلَّم بِعِلْم، أو أن يَسْكُت بِحَزْم ! لأن الكلام هنا يَدخُل في القول على الله بِغيـر عِلْم، وهو قَرِين الشِّرْك.
ثانـيا: لو كان الْمُتَحَدِّث هنا عن خَلْق حواء اعْتَمَـد في تفسيره على نُصوص وآثار، لَوَجَب التسـليم لِقولِه. إلا أني رأيت أن القول اعتَمَد علـى فَهْم فَهِمه الكاتب، ولم يَعتمِد على أصـول التفسير عند الْمُفَسِرين، كما لم يُعوِّل علـى كلام الْمُفَسِّرين مِن الْمُتَقدِّمِين والْمُتأخِّرِين. وهُـم أئمة في هذا الشأن، ولا شَـكّ.
ثالـثاً: ما يتعلّق بالإسرائيليات، فليس كُلّ مـا وَرَد عن بني إسرائيل يُرَدّ جُملَة وتفصـيلا، بل في المسألة تفصيل نَـبَّـه عليه غير واحِد من أئمة التفسـير. قال ابن كثير رحمه الله عـن الإسرائيليات: فإنـها على ثلاثة أقسـام:
أحدهـا: ما عَلِمْنا صِحّته مما بِأيديـنا، مِمَّا يَشْهَد له بالصدق، فذاك صحيـح.
والثانـي: ما عَلِمْنَا كَذِبه مـما عندنا مِمَّا يُخَالِفـه.
والثالـث: ما هو مَسْكُوت عنه، لا مِن هذا القَبِيـل، ولا مِن هذا القَبِيل، فلا نُؤمن به ولا نُكَذّبه، وتجـوز حكايته لِمَا تَقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فـيه تَعود إلى أمْر ِديني، ولهذا يختلف علماء أهـل الكتاب في هذا كثيرا، ويأتي عن المفسرين خـلاف بسبب ذلك. اهـ. وهذا القسم هو مما قال فيه النـبي صلى الله عليه وسلم: لا تُصَدِّقُوا أهْـل الكِتَاب ولا تُكَذِّبُوهم، وقُولـوا ( آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآيـة. رواه البخاري.
رابعـا: تفسير الصحابي له شأن وأي شأن عنـد أئمة التفسير، وذلك لأمور:أن الصَّحابـة كانوا أهل لُغَـة. أنـهم عايشوا التَّنْزِيل، فكانوا أدْرَى بـمقَاصِدِه. أنـهم أبعد الناس عن التكلّف، وعن ادِّعاء العِلْم. أنـهم كانوا لا يتحرَّجون من السؤال عَمَّا أشكل عليهم، ولا يَجِـدون في أنفسهم حَرَجًا أن يَكِلُوا عِلْـم ما لَم يَعْلَموه إلى عالِمِـه.
خامسـا: ما يتعلّق بِخَلْق حواء من ضِلع آدم قد جاء فيه آثار عـن الصحابة رضي الله عنهم، وقَوْل الصحابي حُجَّة على الصـحيح، فلا يُتْرَك ولا يُعرَض عنه في التفسـير إلاَّ عند مُخالفة النَّصّ، أو عند مُخالفة غيـره مِن الصَّحَابة له. وهذا أمْـر يَكاد يَكون مَحَلّ اتِّفاق بين الْمُفَسِّرِين، بـل وعامة شُرَّاح الحديث على ذلك. ومُخالَفة جماهير عـلماء الأمة يَحتاج إلى أدلّة واضِحة، وليـس مُجرَّد فَهْم.فإن فَهْم السَّلَف للنصـوص أدقّ وأعْمَق.
قال شـيخ الإسلام ابن تيمية: وكُلّ قَوْل يَنْفَرِد به الْمُتَأخِّر عـن الْمُتَقَدِّمِين، ولَم يَسْبِقه إليه أحد منهـم، فإنه يَكون خطأ. اهـ. ورحم الله الإمام أحمـد حيث كان يقول: إياك أن تَتَكَلَّم فـي مَسالة ليس لك فيها إمـام. وليس فيما أوْرَده مِن استدلالات حُجَّـة، وذلك لأنَّ مادَّة " عَجَل " ليسـت شيئا محسوسا يُركَّب مِنه الإنسان، وإنَّمـا هي ممَّا يُطبَع ويُجبَل عليه الإنسان. هذا مِن جِهَـة. ومِن جِهة ثانية جاء في تفسير قوله تعالى (خُلِقَ الإِنْسَـانُ مِنْ عَجَلٍ) أنّ آدم عليه السلام لَمَّا نُفِخ فـيه الرُّوح، فَجَرَى فيه الرُّوح مِن رأسه إلى صَدره فأرَاد أن يَثِب، فَتـلا أبو هريرة (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ)، فَلَمَّا جَرَى فـيه الرُّوح قَعَد جَالِسًا، فَعَطَس. وجـاء نَحْوه عن ابن عباس رضي الله عنهـما.
سادسـا : القرآن يُفسَّر بالقرآن ، ثـم بالسُّـنَّة ثم بـما جاء عن الصحابة والتابعين ، ثـم بِلغة العَرَب . روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن ابن عباس قولَه : تَفْسِـير القُرآن على أرْبَعَة وُجُوه : تَفْسِيرٌ تَعْلَمه العُلَمَاء ، وتَفْسِيرٌ تَعْرِفُه العَـرَب ، وتَفْسِيرٌ لا يُعْذَر أحَد بِجَهَالَته - يَقُول : مِن الْحَلال والْحَـرَام - وتَفْسِيرٌ لا يَعْلَم تَأويلَه إلاَّ الله ، مَن ادّعَى عِلْمه فـهو كَاذِب . قال الزركشي : وهذا تَقسْيِم صَحِيح . فأمَّا الـذي تَعْرِفُه العَرَب فهو الذي يُرْجَع فيه إلى لِسَانِهـم ، وذلك شَأن اللغَة والإعْرَاب . فأمَّا الـلغَة فَعَلَى الْمُفَسِّر مَعْرِفَة مَعَانِيها ومُسَمَّيَات أسْمَائهـا . اهـ .
إلاَّ أنَّ القَـول بِتَفْسِير القُرآن بِلغُة العَرَب لا بُدَّ لـه مِن قَيد ، وهو أنْ يَجْرِي على أصُول الْمُفُسـِّرِين ، وأن لا يَكون نَتِيجَة مُسَارَعَة في تَفْسِير القُرآن بِظَاهِـر العَرَبِيَّة . قال القرطبي في مقدِّمة تفسيره : فَمَن لَم يُحْكِم ظَاهـِر التَّفْسِير وبَادَر إلى اسْتِنْبَاط الْمَعَاني بِمُجَرَّد فَهْم العَرَبية كَثُر غَلَطُه ، ودَخَـل في زُمرَة مَن فَسَّر القُرآن بالرَّأي ، والنَّقْل والسَّـمَاع لا بُدّ لَه مِنه في ظَاهِر التَّفْسِير أوَّلاً لِيَتّقِي به مَواضِع الغَلَط ، ثـم بعد ذلك يَتَّسِع الفَهْم والاسْتِنْبَـاط . اهـ .
وعلـى هذا يُحْمَل مَا جَاء عن السَّلَف مِن كَرَاهة تَفْسِـير القُرْآن بْمُقْتَضَى اللغَة . قاله الزركشي . وآيـات القرآن يأخذ بعضه بِرقاب بعض ، ويُفَهم بعضـها بتفسير بعض ، لا أن يُضْرب القرآن بعضه ببعـض . فلا يَجوز أن يُفسَّر القرآن الكريـم بمقتضى اللغة وحدها ، بل لا بُدّ من تفسير القـرآن بالقرآن وبـما جاء عن سيد الأنام عليه الصلاة والسلام ، وبـما جاء عن السَّلَف ، ولا تُهمَل دلالة اللغة . والله تعالى أعلـم .
انتهى كلامه
ادعاء آخر والرد عليه
وكون حواء خلقت من آدم من غير توليد كخلق الأولاد من الآباء لا يلزم منه أن تكون ابنته ولا أخته، كما نص على ذلك علماء التفسير، ولهذا سماها القرآن زوجة:وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]. وقد جعل الله خلق آدم من غير أب ولا أم، وخلق حواء من غير أم، وخلق عيسى من غير أب، وخلق بقية البشر بعد ذلك من ذكر وأنثى، آيات تدل على عظم الخالق سبحانه.
وأما قولك: إن خلق حواء من ضلع أعوج يتعارض مع الأحاديث التي تكرم المرأة! فالحقيقة أنه لا تنافي بين الأمرين، والدليل على ذلك أن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على سائر المخلوقات قال تعالى:وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم [الإسراء:70]. وقال تعالى:لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]. ومع ذلك فهو مخلوق من ماء مهين وأخرج من مجرى البول مرتين وقد كان أصل خلقه من الطين. وبهذا يتبين للسائل الكريم أنه لا تعارض بين أصل الخلق والتكريم.
والله إن للقول الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته
وحُقّ للوليد بن المغيرة أن يقول ذاك، فهو يتحدث عن ( كتاب الله الذي فيه نبأ من قبلنا، وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأفئدة ولا تضل به الأهواء، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يخلق على كثرة الرد، لا يشبع منه العلماء ولا يملّه الأتقياء، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا { 1 } يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا { 2 }
من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم )
قال الحق تبارك وتعالى....
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ) يوسف 3
وقال أيضا ... إن هذا لهو القصص الحق
فعندما يخبرنا الحق جل وعلا عن قصة ما في القران الكريم إنما يكون ذلك لأخذ العبرة والعظة منها وعدم إتباع طريق من هلك من أصحابها لهذا جاءت قصص القران الكريم لتخبرنا عما حدث في الأمم السابقة على لسان النبي الامى ولتثبت أن هذا الكلام وهذا القران إنما هو وحى يوحى وانه من عند علام الغيوب وليس بدعا من الرسل
لذا سوف نستعرض هنا للقصص التي وردت في القران الكريم بداية من خلق ادم عليه السلام ومرور بقصص الأنبياء والحيوان في القران وانتهاء بقصة خير من مشى على تراب الأرض وشرفت وعظمت وتباهت الأرض بأنه وطأ ترابها سيد الخلق وإمام الحق صلوات ربى وسلامه عليه
خلق حواء
بعد خلق آدم وتصويره في أحسن خلقة ونفخ الروح فيه من المولى عز وجل كما أخبر في كتابه بقوله تعالى:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:29]...
خلق الله سبحانه وتعالى حواء من آدم عليه السلام، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1].وجاءت الأحاديث الصحيحة لتبين من أي مكان خلقت حواء من آدم، فجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. زاد ابن إسحاق (بتخريجه): اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم.
واتفق علماء التفسير على أن المقصود من قوله تعالى مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ هو آدم عليه السلام. جاء في تفسير الطبري:عن قتادة قوله:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"، يعني آدم.
وجاء في تفسير بن كثير: يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه، وهي عبادته وحده لا شريك له، ومُنَبّهًا لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة، وهي آدم، عليه السلام { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وهي حواء، عليها السلام، خلقت من ضِلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.
وجاء في تفسير زاد المسير لابن الجوزي:
والنفس الواحدة : آدم ، وزوجها حواء و«مِن» في قوله : { وخلق منها } للتبعيض في قول الجمهور . وقال ابن بحر : منها ، أي : من جنسها .
واختلفوا أي وقت خلقت له ، على قولين :
أحدهما : أنها خلقت بعد دخوله الجنة ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس .
والثاني : قبل دخوله الجنة ، قاله كعب الأحبار ، ووهب ، وابن إسحاق .
وقال أبو بكر الجزائري في كتابه أيسر التفاسير:
{ من نفس واحدة } : هى آدم عليه السلام .
{ وخلق منها زوجها } : خلق حواء من آدم من ضلعه .
العبرة من القصة:
هناك حديث للإمام احمد يقول ( لما خُلق آدم أسكنه الله الجنة فاستوحش فبينما هو نائم خلقت حواء من ضلعه
فلما استيقظ رآها
قال : من أنت
قالت: امرأة
قال: ما اسمك
قالت: حواء
قال: لما خلقتي
قالت :لأكون سكناً لك)
يعني أنا الطمأنينة والراحة فمن غيري الأرض هم ونكد أنا روح الأرض أنا سكن الأرض أنا طمأنينة الأرض .
هل المرأة والفتاة تدرك أنها خلقت لأجل العاطفة والسكن والطمأنينة والرحمة أنت من غيرك الأرض كئيبة.
إذا المرأة غالية عند الله (لما خلقت لأكون سكننا في الأرض).
فلا تصلح الحياة بدونها لأنها الراحة والسكن وهذا لا يكون إلا بوجود المرأة ومن غيرها الأرض لاتصلح للحياة لأنك أنت الحياة.
المشكلة أن الحضارة الغربية قضت على هذه المشاعر في المرأة وغرست فيها أن الحضارة لا تقوم إلا على المادة فقط ولا مجال أن تكون المرأة تربي الأولاد وتعطي الحنان والسكن وإنها إن أرادت أن تعيش تأكل وتشرب بشغلها ولا مجال لتربية الأولاد والعاطفة والحنان إنما البحث عن المادة .
(نحن لا نقول أن العمل حرام للمرأة ولكن تعمل العمل ألذي يتناسب مع تكوينها )
فبدأت المرأة في الغرب تعمل أي عمل حتى لو افقدها أنوثتها ووظيفتها الأساسية وهي أن تكون سكن الأرض فلم تكن كذلك .
ففسدت الأرض لان المسئول عن الطمأنينة في الأرض تخلت عن وظيفتها ففقد السكن وراحة الأولاد
وأصبحت المرأة تشعر أن هذا المهمة الاساسيه لها لا تحترم تطلعات المرأة وان فيها أهانه للمرأة وهذا بالعكس فيه كل الاحترام للمرأة .
لأنها متى حاولت تقليد الرجل في كل أعماله واتبعت الحضارة الزائفة فقدت أنوثتها وهذا أغلى واهم شيء تمتلكه .فلم تعد سكن .ففسدت الأرض فلا تعتقد المرأة إنها متى أعطت الأولوية للحنان والسكن في البيت أن هذا أهانه لها إن هذا من أساس عملها
ولكن لم تجد كل النساء عمل فقالت لها الحضارة إما أن تفقدي أنوثتك وتعملي أعمال شاقة خاصة بالرجال
أو تبيعيها أنوثتها وتستبيحها الحضارة فلا توجد سلعه إلا وعليها جسد امرأة (فأين لأكون سكن لك ) !!!
لمــــــــاذا سميت حواء ؟
لأنها رمز الحياة ( فاستوحش )لأنه لا تكون حياة بدونها هذه نظرة الإسلام للمرأة
أنت نصف المجتمع وتربين النصف الأخر فكيف ينظر لك الإسلام على انك نكره.
(فبينما هو نائم خلقت حواء ) لماذا وهو نائم ؟
ــ لان الرجل الألم يفقده العاطفة
ــ لكن المرأة تلد وهي مستيقظة يزيدها عاطفة لأن الألم يزود عندها العاطفة.
ثم خلقت من ضلع ، لماذا خلقت من ضلع ؟
قال :( استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن أنت ذهبت لتقيمها كسرتها وكسرها طلاقها فاستوصوا بالنساء )
ابتدأ الحديث بالوصاية بالنساء وانتهى بالوصاية بالنساء فهل يعقل أن يكون ما بداخل الحديث احتقار للمرأة !
( فإنهن خلقن من ضلع ) أين يوجد هذا الضلع الأعوج ؟
ــــ انه الذي يحمي القلب
لان إي صدمه على القلب إذا لم يوجد الضلع سوف تصيب القلب بنزيف ولا يستطيع الضلع أن يحمي القلب إلا أذا كان اعوج.أنت خلقت من الجزء الذي يحمي القلب هذا جسم حواء ,
ولولا اعوجاج الضلع لفقد قيمته فهو باعوجاجه يحمي القلب من الصدمات
فكان الرسول صل الله عليه وسلم يقول العاطفة الزائدة هي هذا الاعوجاج فلو أردت أن تقيمها فتجعلها تفقد حنانها وعاطفتها وتحكم عقلها فقط كسرتها ووظيفتها الحنية والعاطفة وليس الصلابة والقسوة .
خلق آدم من تراب الأرض وحواء خلقت من ضلع آدم لماذا لم تخلق من تراب الأرض مثل آدم
لأن كل واحد خلق من الذي يعمل معه
ـ لان تكوينها في عملها مع القلب وغير ذلك يفقد الحياة صلاحها لان كتلوجها كذلك
ـ ولا يمكن أن تكون مثل الرجل الذي خلق من التراب الذي تكوينه وعمله هو الذي تصلح به الأرض فهو الذي يزرعويتاجر ويحارب . فلا يصلح أن نغير العمل لأن العمل يتلاءم مع تركيبة الجسم.
الرد على قول بعد الدكاترة أن حواء لم تُخلق من ضلع من آدم عليه السلام
قال فضيـلة الشيخ عبدالرحمن السحيـم في جواب عن أحد الأسئلة المتعلقة بخلق حواء:
أولاً: يجِب من يَتكلّم أن يَتكلَّم بِعِلْم، أو أن يَسْكُت بِحَزْم ! لأن الكلام هنا يَدخُل في القول على الله بِغيـر عِلْم، وهو قَرِين الشِّرْك.
ثانـيا: لو كان الْمُتَحَدِّث هنا عن خَلْق حواء اعْتَمَـد في تفسيره على نُصوص وآثار، لَوَجَب التسـليم لِقولِه. إلا أني رأيت أن القول اعتَمَد علـى فَهْم فَهِمه الكاتب، ولم يَعتمِد على أصـول التفسير عند الْمُفَسِرين، كما لم يُعوِّل علـى كلام الْمُفَسِّرين مِن الْمُتَقدِّمِين والْمُتأخِّرِين. وهُـم أئمة في هذا الشأن، ولا شَـكّ.
ثالـثاً: ما يتعلّق بالإسرائيليات، فليس كُلّ مـا وَرَد عن بني إسرائيل يُرَدّ جُملَة وتفصـيلا، بل في المسألة تفصيل نَـبَّـه عليه غير واحِد من أئمة التفسـير. قال ابن كثير رحمه الله عـن الإسرائيليات: فإنـها على ثلاثة أقسـام:
أحدهـا: ما عَلِمْنا صِحّته مما بِأيديـنا، مِمَّا يَشْهَد له بالصدق، فذاك صحيـح.
والثانـي: ما عَلِمْنَا كَذِبه مـما عندنا مِمَّا يُخَالِفـه.
والثالـث: ما هو مَسْكُوت عنه، لا مِن هذا القَبِيـل، ولا مِن هذا القَبِيل، فلا نُؤمن به ولا نُكَذّبه، وتجـوز حكايته لِمَا تَقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فـيه تَعود إلى أمْر ِديني، ولهذا يختلف علماء أهـل الكتاب في هذا كثيرا، ويأتي عن المفسرين خـلاف بسبب ذلك. اهـ. وهذا القسم هو مما قال فيه النـبي صلى الله عليه وسلم: لا تُصَدِّقُوا أهْـل الكِتَاب ولا تُكَذِّبُوهم، وقُولـوا ( آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآيـة. رواه البخاري.
رابعـا: تفسير الصحابي له شأن وأي شأن عنـد أئمة التفسير، وذلك لأمور:أن الصَّحابـة كانوا أهل لُغَـة. أنـهم عايشوا التَّنْزِيل، فكانوا أدْرَى بـمقَاصِدِه. أنـهم أبعد الناس عن التكلّف، وعن ادِّعاء العِلْم. أنـهم كانوا لا يتحرَّجون من السؤال عَمَّا أشكل عليهم، ولا يَجِـدون في أنفسهم حَرَجًا أن يَكِلُوا عِلْـم ما لَم يَعْلَموه إلى عالِمِـه.
خامسـا: ما يتعلّق بِخَلْق حواء من ضِلع آدم قد جاء فيه آثار عـن الصحابة رضي الله عنهم، وقَوْل الصحابي حُجَّة على الصـحيح، فلا يُتْرَك ولا يُعرَض عنه في التفسـير إلاَّ عند مُخالفة النَّصّ، أو عند مُخالفة غيـره مِن الصَّحَابة له. وهذا أمْـر يَكاد يَكون مَحَلّ اتِّفاق بين الْمُفَسِّرِين، بـل وعامة شُرَّاح الحديث على ذلك. ومُخالَفة جماهير عـلماء الأمة يَحتاج إلى أدلّة واضِحة، وليـس مُجرَّد فَهْم.فإن فَهْم السَّلَف للنصـوص أدقّ وأعْمَق.
قال شـيخ الإسلام ابن تيمية: وكُلّ قَوْل يَنْفَرِد به الْمُتَأخِّر عـن الْمُتَقَدِّمِين، ولَم يَسْبِقه إليه أحد منهـم، فإنه يَكون خطأ. اهـ. ورحم الله الإمام أحمـد حيث كان يقول: إياك أن تَتَكَلَّم فـي مَسالة ليس لك فيها إمـام. وليس فيما أوْرَده مِن استدلالات حُجَّـة، وذلك لأنَّ مادَّة " عَجَل " ليسـت شيئا محسوسا يُركَّب مِنه الإنسان، وإنَّمـا هي ممَّا يُطبَع ويُجبَل عليه الإنسان. هذا مِن جِهَـة. ومِن جِهة ثانية جاء في تفسير قوله تعالى (خُلِقَ الإِنْسَـانُ مِنْ عَجَلٍ) أنّ آدم عليه السلام لَمَّا نُفِخ فـيه الرُّوح، فَجَرَى فيه الرُّوح مِن رأسه إلى صَدره فأرَاد أن يَثِب، فَتـلا أبو هريرة (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ)، فَلَمَّا جَرَى فـيه الرُّوح قَعَد جَالِسًا، فَعَطَس. وجـاء نَحْوه عن ابن عباس رضي الله عنهـما.
سادسـا : القرآن يُفسَّر بالقرآن ، ثـم بالسُّـنَّة ثم بـما جاء عن الصحابة والتابعين ، ثـم بِلغة العَرَب . روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن ابن عباس قولَه : تَفْسِـير القُرآن على أرْبَعَة وُجُوه : تَفْسِيرٌ تَعْلَمه العُلَمَاء ، وتَفْسِيرٌ تَعْرِفُه العَـرَب ، وتَفْسِيرٌ لا يُعْذَر أحَد بِجَهَالَته - يَقُول : مِن الْحَلال والْحَـرَام - وتَفْسِيرٌ لا يَعْلَم تَأويلَه إلاَّ الله ، مَن ادّعَى عِلْمه فـهو كَاذِب . قال الزركشي : وهذا تَقسْيِم صَحِيح . فأمَّا الـذي تَعْرِفُه العَرَب فهو الذي يُرْجَع فيه إلى لِسَانِهـم ، وذلك شَأن اللغَة والإعْرَاب . فأمَّا الـلغَة فَعَلَى الْمُفَسِّر مَعْرِفَة مَعَانِيها ومُسَمَّيَات أسْمَائهـا . اهـ .
إلاَّ أنَّ القَـول بِتَفْسِير القُرآن بِلغُة العَرَب لا بُدَّ لـه مِن قَيد ، وهو أنْ يَجْرِي على أصُول الْمُفُسـِّرِين ، وأن لا يَكون نَتِيجَة مُسَارَعَة في تَفْسِير القُرآن بِظَاهِـر العَرَبِيَّة . قال القرطبي في مقدِّمة تفسيره : فَمَن لَم يُحْكِم ظَاهـِر التَّفْسِير وبَادَر إلى اسْتِنْبَاط الْمَعَاني بِمُجَرَّد فَهْم العَرَبية كَثُر غَلَطُه ، ودَخَـل في زُمرَة مَن فَسَّر القُرآن بالرَّأي ، والنَّقْل والسَّـمَاع لا بُدّ لَه مِنه في ظَاهِر التَّفْسِير أوَّلاً لِيَتّقِي به مَواضِع الغَلَط ، ثـم بعد ذلك يَتَّسِع الفَهْم والاسْتِنْبَـاط . اهـ .
وعلـى هذا يُحْمَل مَا جَاء عن السَّلَف مِن كَرَاهة تَفْسِـير القُرْآن بْمُقْتَضَى اللغَة . قاله الزركشي . وآيـات القرآن يأخذ بعضه بِرقاب بعض ، ويُفَهم بعضـها بتفسير بعض ، لا أن يُضْرب القرآن بعضه ببعـض . فلا يَجوز أن يُفسَّر القرآن الكريـم بمقتضى اللغة وحدها ، بل لا بُدّ من تفسير القـرآن بالقرآن وبـما جاء عن سيد الأنام عليه الصلاة والسلام ، وبـما جاء عن السَّلَف ، ولا تُهمَل دلالة اللغة . والله تعالى أعلـم .
انتهى كلامه
ادعاء آخر والرد عليه
وكون حواء خلقت من آدم من غير توليد كخلق الأولاد من الآباء لا يلزم منه أن تكون ابنته ولا أخته، كما نص على ذلك علماء التفسير، ولهذا سماها القرآن زوجة:وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]. وقد جعل الله خلق آدم من غير أب ولا أم، وخلق حواء من غير أم، وخلق عيسى من غير أب، وخلق بقية البشر بعد ذلك من ذكر وأنثى، آيات تدل على عظم الخالق سبحانه.
وأما قولك: إن خلق حواء من ضلع أعوج يتعارض مع الأحاديث التي تكرم المرأة! فالحقيقة أنه لا تنافي بين الأمرين، والدليل على ذلك أن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على سائر المخلوقات قال تعالى:وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم [الإسراء:70]. وقال تعالى:لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]. ومع ذلك فهو مخلوق من ماء مهين وأخرج من مجرى البول مرتين وقد كان أصل خلقه من الطين. وبهذا يتبين للسائل الكريم أنه لا تعارض بين أصل الخلق والتكريم.