بعد
ثلاثين عاماً على إشهار وتأسيس مجلس التعاون الخليجي بمبادرة جماعية من
الدول الخليجية الست أي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية
المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين وسلطنة عمان، وبعد سلسلة
النجاحات والإنجازات التي حققها هذا المجلس «الأكثر استقرار عربياً وقارياً
وكذلك دولياً، جاءت المبادرة الخلجية «التاريخية» بتوسيع قاعدة هذا المجلس
«التعاوني» وفتح الباب «واسعاً» أمام انضمام الأردن والمغرب.
مبادرة خليجية تركت صداها واسعاً.. وأضحت مؤخرا حديث الشارع الأردني
المتطلع بثقة وتفاؤل لأن ترى هذه المبادرة الخليجية النور قريباً ما من
شأنه أن ينعكس بصورة واضحة على واقع الحياة اليومي لأكثر من ستة ملايين
أردني صمدوا كثيراً وصبروا كثيراً وانتظروا طويلاً ستة ملايين أردني
«فخورون بوطنهم.. متمسكون بقيادتهم.. طموحون بمستقبلهم جاهزون ومتأهبون
ومستعدون للتعامل مع حالتهم الأردنية.. بما تملك من خصوصية وحالة وطنية..
يحسدون عليها وسط أجواء حالة التغيير التي تمر علي عالمنا العربي الكبير.
المبادرة الخليجية بفتح باب انضمام الاردن ما كانت لترى النور.. لولا هذه العلاقة الأردنية الخليجية - المثالية».
توقيت هذه المبادرة جاء في وقت تعيش فيه العلاقات الأردنية الخليجية واحدة من أجمل صورها وأشكالها وألوانها.
علاقات أردنية خليجية «تاريخية» يتطلع الأردنيون لأن تتوج قريباً بتحقيق حلم الانضمام لمجلس التعاون الخليجي.
يوم الاحد الحادي عشر من سبتمبر «أيلول» يشكل علامة فارقة.. وخطوة شاسعة في
الطريق.. لعلاقات أردنية خليجية تكاملية وتؤسس لوحدة عربية «حقيقية».
في ذلك اليوم شهد الاجتماع الدوري المئة والعشرين لوزراء خارجية مجلس
التعاون الخليجي في جدة.. أول حضور لوزير الخارجية الأردني ناصر جودة..
تفعيلاً للخطوة التي وصفت ب«المفاجأة السارة» الصادرة عن القمة التشاورية
التي انعقدت في الرياض بحضور قادة الدول الخليجية بتأييد انضمام الأردن
وكذلك المغرب لمجلس التعاون الخليجي.. داعين لخطوات وإجراءات وترتيبات
لازمة في هذا الاتجاه.
بعد مبادرة الرياض واجتماعات جدة صدرت على لسان مسؤولين كبار تصريحات لا
لُبس فيها بالكشف عن برنامج اقتصادي تنموي مدته خمس سنوات لدعم الأردن
والمغرب.
وإذا كان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي أكد بعد اجتماع جدة أن «بعد
المسافة الجغرافية بين المغرب ودول الخليج لا يشكل مانعاً بوجه إقامة
علاقات مغربية خليجية قوية تقرب المسافة بين أقصى المحيط وأقصى الخليج..
فإن وزير الخارجية الأردنية يبدو كما كل الأردنيين أكثر تفاؤلاً.. فالأردن
تتمتع بتواصل جغرافي واسع مع السعودية بحيث يشكل حدودها الشمالية الغربية
وعلى امتداد مئات الكيلومترات فضلاً عن أن الطرق البرية سالكة وفي كل
الاتجاهات بين الأردن وباقي دول الخليج..
وطالما أعلن وزير الخارجية الأردني أنه لا يوجد سقف زمني محدد لانضمام
الأردن لمجلس التعاون الخليجي وأكد تشكيل فرق عمل أردنية خليجية لبحث
الخطوات الإجرائية اللازمة نطرح اليوم قضيتنا للنقاش.
أمس كنت في حوار هاتفي مع زميلي العزيز الإعلامي الرياضي المصري العربي
الكبير عز الدين الكلاوي المقيم في المنامة حاليا رئيسا لتحرير موقع كووورة
اكبر موقع رياضي عربي ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
حوار هاتفي عبر عمان والمنامة.. جاء خلاله اقتراح الزميل الكلاوي وتبلورت عبر الكلمات فكرة رائدة أراها جديرة بالنقاش والمتابعة.
فكرة تقوم أساساً على اعتماد العلاقات الرياضية والشبابية الأردنية الخليجية بوابة عبور أردني لمجلس التعاون الخليجي.
فكرة تتزامن مع بدء العد التنازلي لإزاحة الستار عن منافسات دورة الألعاب
الرياضية الخليجية الأولى المقررة في ممملكة البحرين بين 11 و22 اكتوبر
«تشرين أول» لعام 2011.
فكرة تقوم على استثمار هذا الحدث الرياضي الخليجي التاريخي.. من خلال بحث
آلية وإمكانية دعوة الأردن للمشاركة ولو رمزياً في تلك الدورة الكبيرة التي
اختارت في أول مشوارها ألعاب (10) لعبات كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد،
الكرة الطائرة، العاب القوى، السباحة، ركوب الدراجات، البولينج وبطولتين
اضافيتين في تنس الطاولة للسيدات وكرة الهدف للمكفوفين..
المشاركة الأردنية التي ندعو لها بفكرة وإقتراح موقع "كووورة" البحرين ودعم
الاعلام الرياضي الاردني .. لن تكون لتكملة العدد أو حمولة زائدة بل إضافة
نوعية فنياً وجماهيرياً ،فالأردن رائد في الألعاب المختارة وقادم إلى
الدوحة أواخر العام الجاري لمشاركة قياسية بوفد قوامه قرابة (350) شخصاً في
دورة الألعاب الرياضية العربية الثانية عشرة التي ستقدمها قطر بمواصفات
عالمية.
أدرك صعوبة ظهور الأردن في مسابقات الألعاب الجماعية لدورة الألعاب
الخليجية الأولى في المنامة بعدما سحبت قرعة مسابقات الالعاب الجماعية
ووضع برامج المباريات والمنافسات.
وأدرك ضيق الفترة الزمنية المتبقية.. ولكني أدرك كذلك أن ظهور الأردن
تحديداً في مسابقتي تنس الطاولة للسيدات وكرة الهدف للمكفوفين يمكن أن يسد
نقصاً متوقعاً في هاتين اللعبتين تحديداً دون ان نقفل باب المشاركة
«المحتملة» في ألعاب أخرى.
في حال توفرت الرغبة الصادقة عند اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب
الرياضية الخليجية الأولى بأهمية وقيمة المشاركة الأردنية.. أُجزم أن
بإمكان اللجنة الأولمبية الأردنية إنجاز ترتيبات ظهور أردني تاريخي في هذه
الألعاب الخليجية.
هي أولاً وقبل كل شيء.. فكرة نطرحها دون أن نفرضها.. نفتح في إطارها بوابة
للنقاش.. لعلها تفتح باباً واسعاً لانضمام الاردن لدول مجلس التعاون
الخليجي وتؤكد من خلالها ان بامكان الرياضة أن تقدم لمحيطها الخليجي
والعربي اضافة نوعية وعلاقات تكاملية.. فكرة تمهد لرأي عام يجعل فكرة
انضمام الاردن لاشقائه في مجلس التعاون الخليجي.. امراً مقبولاً ومفيداً.
لا تترددوا في ابداء كل ملاحظاتكم بشأن فكرتنا لعلها تصل الى آذان المسؤولين وتحفزهم لمضاعفة جهودهم.
 |
