(معالم في طريق طلب العلم )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم 0
أما بعد 0
فان الإنسان لينشرح صدره ويطمئن قلبه إذا رأى طلاب العلم في حلقات العلم فهم قد تركوا لذة النوم وهجروا الفراش في وقت يهجع فيه الناس وتركوا ساير الملذات وآثروا أمرا يرجون به النجاة في الدنيا والبرزخ في الاخره فقد مدح الله حاملي العلم فقال إنما يخشى الله من عباده العلماء وقال ابن القيم رحمه الله (كل ماكان في القران من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم وكل ماكان فيه من ذنب للعبد فهو من ثمرة الجهل )
إن عنوان هذا الكتاب معالم في طريق طلب العلم وهذا العنوان واسع يدخل تحت مظلته أشياء كثيرة وكلها تصب في قالب طالب العلم ما لذي ينفعه ؟ ما الذي يكدر سيره ؟ والذي يعيقه ؟ والذي يشحذ همته ؟ وكيف الطريق الطلب ؟ وما هي الآفات التي تعكر طلب العلم وتكدر صفوه ونقاءه؟
وأتكلم أولا عن المعوقات التي تعيق طالب العلم عن طلب العلم والاستمرار في تحصيله والسعي فيه
المعوقات عن طلب العلم :
المعوق الأول: فساد النية:
النية هي ركن العمل وأساسه وإذا تخللها خلل أو دخل فإن العمل يعتليه من الخلل والدخن بقدر ما يعتري النية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بانيات وإنما لكل أمر مانوى ) فلذلك ينبغي إن يكون الواحد منا متجردا في طلبه للعلم لا يريد بذلك إلا وجه الله عز وجل
المعوق الثاني: حب الشهرة وحب التصدر 0
وهو داخل تحت النية ولكن يفرد لأهميته والشهرة والتصدر داء وبيل لا يسلم منه إلا من عصمه الله كما قال الشاطبي رحمه الله ( آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين حب السلطة والتصدر) فهذه مصيبة إلا من ربط الله على قلبه وكان السلف رحمهم الله ابعد الناس عن حب الشهرة و الأمثلة على ذلك كثيرة واذكر مثالا واحدا فقط 0
قول الإمام أحمد رحمه الله ( أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا اعرف وقد بليت بالشهرة )
المعوق الثالث : التفريط في حلقات العلم 0
كان سلفنا يقولون العلم يؤتى ولا يأتي فحلقات العلم التي تقام إلم نستغلها فسوف نعض أصابع الندم في ما بعد فهذه الحلقات السكينة تنزل على حاضريها والرحمة تغشاهم والملائكة تحفه ويذكرهم الله في من عنده )
المعوق الرابع: التذرع بكثرة الأشغال 0
هذا العذر جعله الشيطان حاجزا منيعا فالمفرط جعل الأشغال ذريعة في التغيب عن حلقات العلم والتماسا للمعاذير لكن من فتح الله على بصيرته ورتب أوقاته فانه سيحّصل كثيرا 0
المعوق الخامس : التفريط في طلب العلم في الصغر 0
رضي الله عن عمر عندما قال ( تفقهوا قبل أن تسودوا ) إن الإنسان يتحسر على أوقات ذهبت من عمره لم يستغلها في الطلب والحفظ 0 فبادر أخي قبل أن تبتلى بكثرة المشاغل وقبل أن تندم كما ندم كثيرون ولا يعني هذا أن الإنسان يقنط وييأس 0 إذا لم يتدارك وقت الصغر في الطلب بل إن العمر كله زمان لتحصيل العلم لأنه عباده قال تعالى ( واعبد ربك حتى يا أتيك اليقين )
المعوق السادس : العزوف عن طلب العلم
ومن أسباب ذالك: العزوف بزعم التفرغ لمتابعة أحداث العصر ولمعرفة الواقع إن طلب العلم يحثك على أن تعرف واقعك ولن تستطيع أن تعالج نازله أو حادثه نزلت في واقعك إلا بأن تعرضها على ميزان الشرع
قال الشاعر :
والشرع ميزان الأمور كلها وشاهد لفرعها و أصلها
المعوق السابع : تزكية النفس
وتزكية النفس أن الشخص مدح نفسه وان يضفي على نفسه ألقابا وأن يفرح بسماع ثناء الناس عليه
لكن ولاشك أن ثناء الناس عليك من عاجل بشراك لكن الحذر أن تمدح بأمر ليس فيك وتفرح بذالك تذكر قول الله تعالى (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلو ) وتذكر أن تزكية النفس في الغالب مذمومة إلا في بعض المواطن بضوابط شرعيه يقول ربنا عز وجل (فلا تزكو أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )
المعوق الثامن : عدم العمل بالعلم
هذا سبب من أسباب محق بركة العلم قال تعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) والعمل بالعلم يعين على تثبيت العلم وإذا أردت شاهدا على ذالك فانظر إلى أذكار اليوم الليلة وأذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها من الأذكار لو أن الإنسان أراد حفظها فانه سوف يحفظها لكنه سوف ينساها بعد حين لكن لو انه عمل بها بعد حين من دهره فإنها تبقى راسخة فبقدر ماتزكي هذا العلم يؤتك الله خيرا لا تتوقع مدخله قال تعالى( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
المعوق التاسع : اليأس واحتقار الذات
إن اليأس وعدم الثقة بالنفس سبب عظيم من أسباب عدم التحصيل والإنسان إذا رأى ماأنعم الله عليه من
سلامة الجوارح ومن توفير الوسائل التي يحتاجها طالب العلم يجد أن حجة الله عليه قائمه
إياك رعاك الله أن تحقر نفسك قال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والافئده لعلكم تشكرون )
المعوق العاشر : التسويف
التسويف أن يأمل العبد أن يقضي ذالك الأمر بعد حين من عمره بعض طلبة العلم يسوف لنفسه آجالا ويقول: سأبدأ في حفظ المتن الفلاني في اليوم كذا وسأبدأ في قراءة الكتاب الفلاني بعد كذا هذا القول فيه تفصيل: فهو أن كان مشغولا في وقته هذا بالطلب والقراءة فهو على خير ومن خير إلى خير وإما إن كان قصده أنه سيبدأ في اليوم الفلاني فهذا لاشك أنه من تلبيس إبليس قال الشاعر :
ولا ترج عمل اليوم إلى غدا لعل غدا يأتي وأنت فقيد
وهذه أمثله من حرص السلف على استغلال الوقت وأذكر بعضها:
يقول بعضهم عن عبد الله بن الإمام احمد والله مارأيته إلا مبتسما أوقارئا أو مطالعا ) ويقول غيره عن الخطيب البغدادي : (مارأيت الخطيب إلا وفي يده كتاب يطالعه )
إذا علينا أن نترك التسويف جانبا ونشمر عن سواعد الجد ولا يفتر أحدنا في تحصيل الخير على اختلاف أنواعه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم 0
أما بعد 0
فان الإنسان لينشرح صدره ويطمئن قلبه إذا رأى طلاب العلم في حلقات العلم فهم قد تركوا لذة النوم وهجروا الفراش في وقت يهجع فيه الناس وتركوا ساير الملذات وآثروا أمرا يرجون به النجاة في الدنيا والبرزخ في الاخره فقد مدح الله حاملي العلم فقال إنما يخشى الله من عباده العلماء وقال ابن القيم رحمه الله (كل ماكان في القران من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم وكل ماكان فيه من ذنب للعبد فهو من ثمرة الجهل )
إن عنوان هذا الكتاب معالم في طريق طلب العلم وهذا العنوان واسع يدخل تحت مظلته أشياء كثيرة وكلها تصب في قالب طالب العلم ما لذي ينفعه ؟ ما الذي يكدر سيره ؟ والذي يعيقه ؟ والذي يشحذ همته ؟ وكيف الطريق الطلب ؟ وما هي الآفات التي تعكر طلب العلم وتكدر صفوه ونقاءه؟
وأتكلم أولا عن المعوقات التي تعيق طالب العلم عن طلب العلم والاستمرار في تحصيله والسعي فيه
المعوقات عن طلب العلم :
المعوق الأول: فساد النية:
النية هي ركن العمل وأساسه وإذا تخللها خلل أو دخل فإن العمل يعتليه من الخلل والدخن بقدر ما يعتري النية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بانيات وإنما لكل أمر مانوى ) فلذلك ينبغي إن يكون الواحد منا متجردا في طلبه للعلم لا يريد بذلك إلا وجه الله عز وجل
المعوق الثاني: حب الشهرة وحب التصدر 0
وهو داخل تحت النية ولكن يفرد لأهميته والشهرة والتصدر داء وبيل لا يسلم منه إلا من عصمه الله كما قال الشاطبي رحمه الله ( آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين حب السلطة والتصدر) فهذه مصيبة إلا من ربط الله على قلبه وكان السلف رحمهم الله ابعد الناس عن حب الشهرة و الأمثلة على ذلك كثيرة واذكر مثالا واحدا فقط 0
قول الإمام أحمد رحمه الله ( أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا اعرف وقد بليت بالشهرة )
المعوق الثالث : التفريط في حلقات العلم 0
كان سلفنا يقولون العلم يؤتى ولا يأتي فحلقات العلم التي تقام إلم نستغلها فسوف نعض أصابع الندم في ما بعد فهذه الحلقات السكينة تنزل على حاضريها والرحمة تغشاهم والملائكة تحفه ويذكرهم الله في من عنده )
المعوق الرابع: التذرع بكثرة الأشغال 0
هذا العذر جعله الشيطان حاجزا منيعا فالمفرط جعل الأشغال ذريعة في التغيب عن حلقات العلم والتماسا للمعاذير لكن من فتح الله على بصيرته ورتب أوقاته فانه سيحّصل كثيرا 0
المعوق الخامس : التفريط في طلب العلم في الصغر 0
رضي الله عن عمر عندما قال ( تفقهوا قبل أن تسودوا ) إن الإنسان يتحسر على أوقات ذهبت من عمره لم يستغلها في الطلب والحفظ 0 فبادر أخي قبل أن تبتلى بكثرة المشاغل وقبل أن تندم كما ندم كثيرون ولا يعني هذا أن الإنسان يقنط وييأس 0 إذا لم يتدارك وقت الصغر في الطلب بل إن العمر كله زمان لتحصيل العلم لأنه عباده قال تعالى ( واعبد ربك حتى يا أتيك اليقين )
المعوق السادس : العزوف عن طلب العلم
ومن أسباب ذالك: العزوف بزعم التفرغ لمتابعة أحداث العصر ولمعرفة الواقع إن طلب العلم يحثك على أن تعرف واقعك ولن تستطيع أن تعالج نازله أو حادثه نزلت في واقعك إلا بأن تعرضها على ميزان الشرع
قال الشاعر :
والشرع ميزان الأمور كلها وشاهد لفرعها و أصلها
المعوق السابع : تزكية النفس
وتزكية النفس أن الشخص مدح نفسه وان يضفي على نفسه ألقابا وأن يفرح بسماع ثناء الناس عليه
لكن ولاشك أن ثناء الناس عليك من عاجل بشراك لكن الحذر أن تمدح بأمر ليس فيك وتفرح بذالك تذكر قول الله تعالى (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلو ) وتذكر أن تزكية النفس في الغالب مذمومة إلا في بعض المواطن بضوابط شرعيه يقول ربنا عز وجل (فلا تزكو أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )
المعوق الثامن : عدم العمل بالعلم
هذا سبب من أسباب محق بركة العلم قال تعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) والعمل بالعلم يعين على تثبيت العلم وإذا أردت شاهدا على ذالك فانظر إلى أذكار اليوم الليلة وأذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها من الأذكار لو أن الإنسان أراد حفظها فانه سوف يحفظها لكنه سوف ينساها بعد حين لكن لو انه عمل بها بعد حين من دهره فإنها تبقى راسخة فبقدر ماتزكي هذا العلم يؤتك الله خيرا لا تتوقع مدخله قال تعالى( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
المعوق التاسع : اليأس واحتقار الذات
إن اليأس وعدم الثقة بالنفس سبب عظيم من أسباب عدم التحصيل والإنسان إذا رأى ماأنعم الله عليه من
سلامة الجوارح ومن توفير الوسائل التي يحتاجها طالب العلم يجد أن حجة الله عليه قائمه
إياك رعاك الله أن تحقر نفسك قال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والافئده لعلكم تشكرون )
المعوق العاشر : التسويف
التسويف أن يأمل العبد أن يقضي ذالك الأمر بعد حين من عمره بعض طلبة العلم يسوف لنفسه آجالا ويقول: سأبدأ في حفظ المتن الفلاني في اليوم كذا وسأبدأ في قراءة الكتاب الفلاني بعد كذا هذا القول فيه تفصيل: فهو أن كان مشغولا في وقته هذا بالطلب والقراءة فهو على خير ومن خير إلى خير وإما إن كان قصده أنه سيبدأ في اليوم الفلاني فهذا لاشك أنه من تلبيس إبليس قال الشاعر :
ولا ترج عمل اليوم إلى غدا لعل غدا يأتي وأنت فقيد
وهذه أمثله من حرص السلف على استغلال الوقت وأذكر بعضها:
يقول بعضهم عن عبد الله بن الإمام احمد والله مارأيته إلا مبتسما أوقارئا أو مطالعا ) ويقول غيره عن الخطيب البغدادي : (مارأيت الخطيب إلا وفي يده كتاب يطالعه )
إذا علينا أن نترك التسويف جانبا ونشمر عن سواعد الجد ولا يفتر أحدنا في تحصيل الخير على اختلاف أنواعه