عندما تضمحل فرصة البقاء ، أو تضيق الأرض بما رحبت ، والافاق بما وسعت وتتساقط أوراق الأمل ورقة ورقة، بحبوب رياح الضياع . أنظر الى واقع الشباب،فلا أتبين سوى بقايا أجسام عارية بلا فكر ولا هوية . أرى مشردي التاريخ والجغرافية يعيشون غربة ثقافية في انفصال كامل عن جذورهم التاريخية ومتنكرين لمفرداتهم الحضارية . لقد تفنن الغرب في افساد الشباب وأصبح معرضا لزمهرير الشتاء وقيظ الصيف،وتقلبات الدهر صعودا ونزولا ، وانحطاطا. فزاغوا عن السبيل،وانحرفوا أيما انحراف، فامتلأت الأزقة ضجيجا و اكتظت الأماكن لاشعال سجارة او مشاركة ندماء في ندمهم أواستهلاك كأس علقمية ، للانتقال الى عالم اليوتوبيا الحالمة , والخيال المتدفق في الأفق,رغبة ورهبة منه لركوب عالم ليس عالمه وواقع ليس واقعه وزمان لا يملك دقائقه ولا ساعاته , مستلهما مشاهد القصة من الحضارة الغربية ، ومحاكيا اللباس وطرق قص الشعر ونمط الحياة الذي يتشدقون به ،حيث اكتسح العالم والبيوت بدون اذن مسبق ، أو بدون تذكرة العبور. سعيا الى عولمة الفكر وتنميط الشباب في قالب محبوك مسبقا. اذ ان ثقافة الغرب قد غزت العقول ولعبت بها بلا هوادة ، وأضحى تسميم العقول والأفكار أشد الأسلحة فتكا بالأمم وأشد وقعا، فلم يعد احتلال الأرض أو الأوطان هدفا ، بل صار الغزو الثقافي أشد خطرا ، عبر الفتك بالرأسمال الفكري.وهاهي افريقيااليوم قد خرج منها المستعمر،ومازالت تتحدث بلغته وتفكر بتفكيره.
و هاهم شبابنا اليوم ، قد لبسوا ثوب الغرب فرحين مغتبطين كفرحة الفارس بانتصاره ، وكفرحة البكر في عرسها . فأصبح الشباب ينبذ العلم نبذا ،ويحارب الكتب حربا ،ويحفر قبره رويدا رويدا، بينما هو لا زال نائما لم ينهض من سباته العميق، و من حلمه الذي يتراءى له،في غبش الدجى، كأنه حقيقة، وأمسى واقع الشباب، كقارب تائه تتلاطمه أمواج الحضارة الغربية وتحركه يمنة ويسرة ما شاء لها. فلا هم للدين يفقهون ولا للعلم يبتغون،شباب يفقه لغة الجيوب ولا يفقه لغة القلوب،يفقه لغة "الشات"و "الفايسبوك"و لا يفقه لغة الكتب و السعي وراء العلم و الادب.
بيد أننا نجد فئة عريضة من الشباب،تعمل على السعي وراء السلع المستوردة، والتمحك في الطبقات العليا،و تتبع أخبار الكرة،حيث تتزحزح الأخبار السياسية والاقتصادية والعلمية عن مكانها،لفائدة الخبر الرياضي،للتعرف على أخبار أبطال الكرة وعلى سيرهم الذاتية ،وعلى قيمة الانتقالات الصيفية والشتوية. والتشدق بالمغنيين ، وحفظ أغانيهم التي تصل كلماتها -أحيانا- الى قمة البذاءة والسذاجة و التعجرف، و الانحطاط الفكري. بالاضافة الى الصور ومقاطع الفيديو المخلة بنوامس الحياء و الأخلاق ،وبالقيم الانسانية المتعالية .ناهيك عن تتبع الموضة و عارضي الازياء.
فأصبحنا نعلم عنهم أكثر مما نعلمه عن رؤساء الدول وكبار الساسة،ومشاهير العلماء و المثقفين.فانحط الفكر وانحطت الثقافة ،وأصبحنا نتوفر على عاهات مستديمة ، تعتبر نفسها سائرة في طريق النمو، بل هي سائرة قدما وعلى غير هدى في طريق التخلف.
لذلك ،اذا انحرف الشباب ، وزاغ عن الطريق،انحرف المجتمع و اعوج.واذا ضاع الشباب ضاعت الأمة ،واذا ضاعت الأمة ،فموتنا خير من حياتنا ،و أهون علينا من عيش عيشة ذليل فقد هويته و حضارته و شبابه.
على اعتبار ان الشباب هم نواة المستقبل، بل هم المستقبل كله، لذلك علينا مراجعة أنفسنا أفرادا وجماعات ومؤسسات،لأن على الجميع مسؤولية توعية الشباب وتكوينهم وتوجيههم مادام المصير واحد، والاهتمام بهم اهتماما بالغا يمكنهم من الانفتاح و التلاقح الثقافي والفكري، في احترام تام لمتطلبات الهوية الحضارية و الثقافية و الدينية.
و هاهم شبابنا اليوم ، قد لبسوا ثوب الغرب فرحين مغتبطين كفرحة الفارس بانتصاره ، وكفرحة البكر في عرسها . فأصبح الشباب ينبذ العلم نبذا ،ويحارب الكتب حربا ،ويحفر قبره رويدا رويدا، بينما هو لا زال نائما لم ينهض من سباته العميق، و من حلمه الذي يتراءى له،في غبش الدجى، كأنه حقيقة، وأمسى واقع الشباب، كقارب تائه تتلاطمه أمواج الحضارة الغربية وتحركه يمنة ويسرة ما شاء لها. فلا هم للدين يفقهون ولا للعلم يبتغون،شباب يفقه لغة الجيوب ولا يفقه لغة القلوب،يفقه لغة "الشات"و "الفايسبوك"و لا يفقه لغة الكتب و السعي وراء العلم و الادب.
بيد أننا نجد فئة عريضة من الشباب،تعمل على السعي وراء السلع المستوردة، والتمحك في الطبقات العليا،و تتبع أخبار الكرة،حيث تتزحزح الأخبار السياسية والاقتصادية والعلمية عن مكانها،لفائدة الخبر الرياضي،للتعرف على أخبار أبطال الكرة وعلى سيرهم الذاتية ،وعلى قيمة الانتقالات الصيفية والشتوية. والتشدق بالمغنيين ، وحفظ أغانيهم التي تصل كلماتها -أحيانا- الى قمة البذاءة والسذاجة و التعجرف، و الانحطاط الفكري. بالاضافة الى الصور ومقاطع الفيديو المخلة بنوامس الحياء و الأخلاق ،وبالقيم الانسانية المتعالية .ناهيك عن تتبع الموضة و عارضي الازياء.
فأصبحنا نعلم عنهم أكثر مما نعلمه عن رؤساء الدول وكبار الساسة،ومشاهير العلماء و المثقفين.فانحط الفكر وانحطت الثقافة ،وأصبحنا نتوفر على عاهات مستديمة ، تعتبر نفسها سائرة في طريق النمو، بل هي سائرة قدما وعلى غير هدى في طريق التخلف.
لذلك ،اذا انحرف الشباب ، وزاغ عن الطريق،انحرف المجتمع و اعوج.واذا ضاع الشباب ضاعت الأمة ،واذا ضاعت الأمة ،فموتنا خير من حياتنا ،و أهون علينا من عيش عيشة ذليل فقد هويته و حضارته و شبابه.
على اعتبار ان الشباب هم نواة المستقبل، بل هم المستقبل كله، لذلك علينا مراجعة أنفسنا أفرادا وجماعات ومؤسسات،لأن على الجميع مسؤولية توعية الشباب وتكوينهم وتوجيههم مادام المصير واحد، والاهتمام بهم اهتماما بالغا يمكنهم من الانفتاح و التلاقح الثقافي والفكري، في احترام تام لمتطلبات الهوية الحضارية و الثقافية و الدينية.