الموقع الجغرافي
تتربع
سكيكدة شرق الشريط الساحلي الجزائري علي امتداد 130 كلم تقريبا وهي محصورة
بين البحر الأبيض المتوسط ولاية عنابة ، قسنطينة ، قالمة و جيجل، تقدر
مساحةها بـ 4137.68 كلم2 . وتمتاز بشطآن روعة في الجمال.
تاريخ المدينة :
انبثقت
ولاية سكيكدة عن التقسيم الإداري لسنة 1974 و هي متكونة من 13 دائرة و 38
بلدية و تعتبر نقطة التدفق لكل المبادلات التجارية القادمة من المدن
المجاورة و كذلك هي محور تجاري بين الجوانب الأربعة " الشرق ، الغرب
،الشمال و الجنوب " و هي أيضا مركز اتصال بين داخل المنطقة و البحر و مدينة
سكيكدة شرقا، و هذا عبر مختلف فترات الاحتلال التي تزامنت عليها ، بفضل
مينائها ( كثيرا ما يخلط اسمه باسم ميناء ستورا) الذي يتميز بخصوصية وجوده
في المركز الروماني سينوس نوميديكوس (Sinus Numidicus) في خليج نوميديا وهو
واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال افريقيا، بين رأس بوقروني في الغرب
ورأس الحديد في الشرق.
أنشأت المدينة (الرومانية والاستعمارية) على موقع نهر زرامنة وهي محصورة بين تلال بويعلي سبع بيار في الغرب
واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال افريقيا، بين رأس بوقروني في الغرب ورأس الحديد في
الشرق.
تعددت الأحياءو المدن الجديدة على السهول الطميية للصفصاف (زرمانة) نحو
الجنوب. أصل سكان سكيكدة : هنالك نقص في الوثائق القديمة الخاصة بأصل سكان
مدينة سكيكدة ، فلا يوجد إلا تقارير البحوث التي قام بها شارل فرود(
(Charles Freud لفائدة الجيش الاستعماري الفرنسي، المنشورة في المجلة
الإفريقية " Revue africaine " في عددها 110 لسنة 1875 والتي رجحها لصالح
تطوير الحالة العسكرية والتوسع الاستعماري ، وهذا لا يبدو غريبا لأن فرود
كان ينتمي الى موليات العشرية الأولى من الغزو الاستعماري في الجزائر. وكان
مكلفا بجمع أكبر كم ممكن من المعلومات والأخبار حول البلد والسكان
الجزائريين حتى يسمح للمستعمر باختيار عدة استراتيجيات من أجل الاستقرار
والاحتلال . فتقاريره كانت ذات بعد عسكري توسعي لا يمكن اعتبارها كمرجع
تاريخي. أحسن تعريف من أجل وصف هذه العلاقات هو الحديث عن نوع من المراجع
المفصلة لقبائل هذه المنطقة، وكذلك تلك المنحصرة بين بحيرة فزازة في الشرق و
واد زهور في الغرب ، البحر المتوسط في الشمال وواد سمندو في الجنوب حيث
سكنها ليس اقل من 22 قبيلة ( أو دوار) و هي رجاتا – بني مهنا – ولا د عطية
التوميات – عولما – ماسلا – بني ولبان – ولد الحاج – بني الساحق لواد ساهل –
زرامنة – بني بونايم – سفيسفا – مجاجدا بني صالح – زردازة – بني الساحق
القوفي – بني فرقان _ مساليا _ تعادبنة _ وشاويا ريفية - عشاش – ولا د
احميدش _ ولد معزوز – ولد عطية لجبال القل بني توفو . هذه القائمة بالطبع
يمكن أن تكون غير دقيقة سهوا أو عن غير معرفة لا سيما بسبب خلافات نزع
الملكية لتفكيك المنظمات العشائرية و إعادة التركيب الاجتماعي للسكان
الأصليين و كذلك ترحيل و ابادة عدد كبير من القبائل و المجموعات طيلة مراحل
الاحتلال التي عرفتها سكيكدة . من جانب آخر ، و بالنظر إلي مراجع أخرى
سكيكدة بصفتها منطقة الشمال القسنطيني تنتمي للطرف الأقصى الذي يسمونه
الجغرافيون مثل " فدال دولابلاش « Vidal de la blache» دسبوا « Dispois »
رينال « Raynal » بالقبائل الشرقية « Kabylie orientale" حتى أن الأجداد
المؤسسون لعرش بني مهنا يؤكدون أن مهنا يرجع لقبيلة آيت ملول للقبائل
الكبرى . عرش بني مهنا كان قبل الاحتلال الفرنسي من اتحادية عشيرية تضم
دوائر بني مهنا ، دوائر كركيرا ، ولد كزار و الحجاجميا مسلاويا، ولد النوار
بني يشير ، بني بونايم القوفي و بني بونايم السفيسفا ، زرامنا مجاجد و
تعابنة . المعلومات المتعلقة بالنمط الحياتي لسكان المنطقة تقول أن هؤلاء
كانوا في جزئهم الكبير جبليون و يعشون من الفلاحة ، زراعة الأشجار ( أشجار
الزيتون ، الكروم ..) و زراعة الحبوب ( القمح و الشعير ) و تربية بعض
الحيوانات . و فيما بعد تطورت الزراعة و أصبحت تشمل الحقول الكبرى مثل
الصفصاف و الزرامنة كما تطورت البنايات من قبيلية إلي حضارية ما جعل النظام
العشيري يختفي و تظهر محله حياة حضارية متطورة . تناوبت مختلف الحضارات
علي ربوع سكيكدة و شربت من ماء شطآنها علي امتداد العصور الفارطة، فلم تعرف
شعوب ما تطورا و توسعا إلا سددت هذه المنطقة ضمن أهدافها و جعلت من ساحلها
احد أهم مرافىء تبادلاتها التجارية لتبني مجد حضورها وخلودهاو كأن سكيكدة
هي الحضارة و الحضارة هي سكيكدة . و هكذا كانت هده المدينة المرحاب تأخذ في
كل مرة شكل و نمط الحضارة التي تنمو بها، و تعكس أرجاؤها و أبنيتها مدى
التحضر و الازدهار الذي وصلت إليه تلك الشعوب . من هنا اكتسبت سكيكدة
تاريخا غنيا و ميراثا متنوعا و أصبحت شاهدا حيا و أمينا علي سنون و حقبات
تاريخية مفعمة بالإبداعات و الانتصارات، و ما المسرح الروماني مثلا ،إلا
برهان على عبقرية الرمان في الهندسة المعمارية و دليل علي التوسع و الرخاء
الذي كان يعيشه هؤلاء... ، و أمثلة التاريخ في ذلك كثيرة و متنوعة. و في
حقيقة الأمر كل حدث وقع في الأزمنة الفارطة هو بصمة أبدية علي جبين سكيكدة و
كل بصمة هي خطوة هامة و كبيرة من تاريخها ... فهي مهد الحضارات ونتاجها
أيضا .
تتربع
سكيكدة شرق الشريط الساحلي الجزائري علي امتداد 130 كلم تقريبا وهي محصورة
بين البحر الأبيض المتوسط ولاية عنابة ، قسنطينة ، قالمة و جيجل، تقدر
مساحةها بـ 4137.68 كلم2 . وتمتاز بشطآن روعة في الجمال.
تاريخ المدينة :
انبثقت
ولاية سكيكدة عن التقسيم الإداري لسنة 1974 و هي متكونة من 13 دائرة و 38
بلدية و تعتبر نقطة التدفق لكل المبادلات التجارية القادمة من المدن
المجاورة و كذلك هي محور تجاري بين الجوانب الأربعة " الشرق ، الغرب
،الشمال و الجنوب " و هي أيضا مركز اتصال بين داخل المنطقة و البحر و مدينة
سكيكدة شرقا، و هذا عبر مختلف فترات الاحتلال التي تزامنت عليها ، بفضل
مينائها ( كثيرا ما يخلط اسمه باسم ميناء ستورا) الذي يتميز بخصوصية وجوده
في المركز الروماني سينوس نوميديكوس (Sinus Numidicus) في خليج نوميديا وهو
واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال افريقيا، بين رأس بوقروني في الغرب
ورأس الحديد في الشرق.
أنشأت المدينة (الرومانية والاستعمارية) على موقع نهر زرامنة وهي محصورة بين تلال بويعلي سبع بيار في الغرب
واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال افريقيا، بين رأس بوقروني في الغرب ورأس الحديد في
الشرق.
تعددت الأحياءو المدن الجديدة على السهول الطميية للصفصاف (زرمانة) نحو
الجنوب. أصل سكان سكيكدة : هنالك نقص في الوثائق القديمة الخاصة بأصل سكان
مدينة سكيكدة ، فلا يوجد إلا تقارير البحوث التي قام بها شارل فرود(
(Charles Freud لفائدة الجيش الاستعماري الفرنسي، المنشورة في المجلة
الإفريقية " Revue africaine " في عددها 110 لسنة 1875 والتي رجحها لصالح
تطوير الحالة العسكرية والتوسع الاستعماري ، وهذا لا يبدو غريبا لأن فرود
كان ينتمي الى موليات العشرية الأولى من الغزو الاستعماري في الجزائر. وكان
مكلفا بجمع أكبر كم ممكن من المعلومات والأخبار حول البلد والسكان
الجزائريين حتى يسمح للمستعمر باختيار عدة استراتيجيات من أجل الاستقرار
والاحتلال . فتقاريره كانت ذات بعد عسكري توسعي لا يمكن اعتبارها كمرجع
تاريخي. أحسن تعريف من أجل وصف هذه العلاقات هو الحديث عن نوع من المراجع
المفصلة لقبائل هذه المنطقة، وكذلك تلك المنحصرة بين بحيرة فزازة في الشرق و
واد زهور في الغرب ، البحر المتوسط في الشمال وواد سمندو في الجنوب حيث
سكنها ليس اقل من 22 قبيلة ( أو دوار) و هي رجاتا – بني مهنا – ولا د عطية
التوميات – عولما – ماسلا – بني ولبان – ولد الحاج – بني الساحق لواد ساهل –
زرامنة – بني بونايم – سفيسفا – مجاجدا بني صالح – زردازة – بني الساحق
القوفي – بني فرقان _ مساليا _ تعادبنة _ وشاويا ريفية - عشاش – ولا د
احميدش _ ولد معزوز – ولد عطية لجبال القل بني توفو . هذه القائمة بالطبع
يمكن أن تكون غير دقيقة سهوا أو عن غير معرفة لا سيما بسبب خلافات نزع
الملكية لتفكيك المنظمات العشائرية و إعادة التركيب الاجتماعي للسكان
الأصليين و كذلك ترحيل و ابادة عدد كبير من القبائل و المجموعات طيلة مراحل
الاحتلال التي عرفتها سكيكدة . من جانب آخر ، و بالنظر إلي مراجع أخرى
سكيكدة بصفتها منطقة الشمال القسنطيني تنتمي للطرف الأقصى الذي يسمونه
الجغرافيون مثل " فدال دولابلاش « Vidal de la blache» دسبوا « Dispois »
رينال « Raynal » بالقبائل الشرقية « Kabylie orientale" حتى أن الأجداد
المؤسسون لعرش بني مهنا يؤكدون أن مهنا يرجع لقبيلة آيت ملول للقبائل
الكبرى . عرش بني مهنا كان قبل الاحتلال الفرنسي من اتحادية عشيرية تضم
دوائر بني مهنا ، دوائر كركيرا ، ولد كزار و الحجاجميا مسلاويا، ولد النوار
بني يشير ، بني بونايم القوفي و بني بونايم السفيسفا ، زرامنا مجاجد و
تعابنة . المعلومات المتعلقة بالنمط الحياتي لسكان المنطقة تقول أن هؤلاء
كانوا في جزئهم الكبير جبليون و يعشون من الفلاحة ، زراعة الأشجار ( أشجار
الزيتون ، الكروم ..) و زراعة الحبوب ( القمح و الشعير ) و تربية بعض
الحيوانات . و فيما بعد تطورت الزراعة و أصبحت تشمل الحقول الكبرى مثل
الصفصاف و الزرامنة كما تطورت البنايات من قبيلية إلي حضارية ما جعل النظام
العشيري يختفي و تظهر محله حياة حضارية متطورة . تناوبت مختلف الحضارات
علي ربوع سكيكدة و شربت من ماء شطآنها علي امتداد العصور الفارطة، فلم تعرف
شعوب ما تطورا و توسعا إلا سددت هذه المنطقة ضمن أهدافها و جعلت من ساحلها
احد أهم مرافىء تبادلاتها التجارية لتبني مجد حضورها وخلودهاو كأن سكيكدة
هي الحضارة و الحضارة هي سكيكدة . و هكذا كانت هده المدينة المرحاب تأخذ في
كل مرة شكل و نمط الحضارة التي تنمو بها، و تعكس أرجاؤها و أبنيتها مدى
التحضر و الازدهار الذي وصلت إليه تلك الشعوب . من هنا اكتسبت سكيكدة
تاريخا غنيا و ميراثا متنوعا و أصبحت شاهدا حيا و أمينا علي سنون و حقبات
تاريخية مفعمة بالإبداعات و الانتصارات، و ما المسرح الروماني مثلا ،إلا
برهان على عبقرية الرمان في الهندسة المعمارية و دليل علي التوسع و الرخاء
الذي كان يعيشه هؤلاء... ، و أمثلة التاريخ في ذلك كثيرة و متنوعة. و في
حقيقة الأمر كل حدث وقع في الأزمنة الفارطة هو بصمة أبدية علي جبين سكيكدة و
كل بصمة هي خطوة هامة و كبيرة من تاريخها ... فهي مهد الحضارات ونتاجها
أيضا .