الرجال أصناف أربعة:
رجل
: لا لسان له ولا قلب وهو العاصي الغر الغبي لا يعبأ الله به، لا خير فيه،
وهو وأمثاله حثالة لا وزن لهم إلا أن يعمهم الله عزَّ وجلَّ برحمته،
فيهدي
قلوبهم للإيمان به ويحرك جوارحهم بالطاعة له عزَّ وجلَّ. فأحذر أن تكون
منهم، ولا تكترث بهم ولا تقم فيهم فإنهم أهل العذاب والغضب والسخط سكان
النار وأهلها نعوذ بالله عزَّ وجلَّ منهم، إلا أن تكون من العلماء بالله
عزَّ وجلَّ ومن
معلمي الخير وهـداة الدين وقواده ودعاته، فدونك
فأتهم وادعهم إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ، وحذرهم معصيته، فتكتب عند الله
حينئذ جهبذا، فتعطى ثواب الرسل والأنبياء، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (لأن يهدى الله بهداك
رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس).
الرجل
الثاني : رجل له لسان بلا قلب فينطق بالحكمة ولا يعمل بها، يدعو الناس إلى
الله وهو يفر منه عزَّ وجلَّ، يستقبح عيب غيره ويدوم هو على مثله في نفسه،
يظهر للناس تنسكا ويبارز الله عزَّ وجلَّ بالعظائم من المعاصي، إذا خلا
كأنه ذئب عليه ثياب، وهو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
(أخوف ما أخاف على أمتي من منافق عليم اللسان). وفي حديث آخر : (أخوف ما
أخاف على أمتي من علماء السوء). نعوذ بالله من هذا، فابعد منه وهرول، لئلا
يختطفك بلذيذ لسانه فتحرقك نار معاصيه، ويقتلك نتن باطنه وقلبه.
[
والرجل
الثالث : قلب بلا لسان، وهو مؤمن ستره الله عزَّ وجلَّ عن خلقه، وأسبل
عليه كنفه، وبصره بعيوب نفسه، ونور قلبه، وعرفه غوائل مخالطة الناس وشؤم
الكلام والنطق، وتيقن أن السلامة في الصمت والانزواء
والانفراد،
وتسَمَّعَ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (من صمت نجا). وسَمِعَ قول بعض
العلماء : العبادة عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت فهذا رجل ولي الله عزَّ
وجلَّ، في ستر الله محفوظا ذو سلامة وعقل وافر،
جليس الرحمن
منعم عليه، فالخير كل الخير عنده، فدونكه ومصاحبته ومخالطته وخدمته والتحبب
إليه بقضاء حوائج تسنح له ومرافق يرتفق بها، فيحبك الله ويصفيك، ويدخلك في
زمرة أحبائه وعباده الصالحين ببركته إن شاء الله تعالى
والرجل الرابع : المدعو في الملكوت بالعظيم كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من تعلم ، وعلم ، وعمل ، دعي في
الملكوت
عظيماً). وهو العالم بالله عزَّ وجلَّ وآياته، استودع الله عزَّ وجلَّ
قلبه غرائب علمه، وأطلعه على أسرار طواها عن غيره، واصطفاه واجتباه وجذبه
إليه ورقاه، وإلى باب قربه هداه، وشرح صدره لقبول تلك الأسرار والعلوم،
وجعله جهبذا وداعياً للعباد ونذيرا لهم وحجة فيهم، هادياً مهدياً شافعاً
مشفعاً
صادقاً صديقاً، بدلاً لرسله وأنبيائه عليهم صلواته وسلامه وتحياته
وبركاته. فهذه هي الغاية القصوى في بني آدم، لا منزلة فوق منزلته إلا
النبوّة، فعليك به وأحذر أن تخالفه وتنافره وتجانبه وتعاديه وتترك القبول
منه والرجوع إلى نصيحته وقوله، فإن السلامة فيما يقول عنده، والهلاك
والضلال عند غيره إلا من يوفقه الله عزَّ وجلَّ ويمده بالسداد والرحمة.
فقد قسمت لك الناس، فانظر لنفسك إن كنت ناظراً، واحترز لها إن كنت محترزاً لها شفيقاً عليها، هدانا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
رجل
: لا لسان له ولا قلب وهو العاصي الغر الغبي لا يعبأ الله به، لا خير فيه،
وهو وأمثاله حثالة لا وزن لهم إلا أن يعمهم الله عزَّ وجلَّ برحمته،
فيهدي
قلوبهم للإيمان به ويحرك جوارحهم بالطاعة له عزَّ وجلَّ. فأحذر أن تكون
منهم، ولا تكترث بهم ولا تقم فيهم فإنهم أهل العذاب والغضب والسخط سكان
النار وأهلها نعوذ بالله عزَّ وجلَّ منهم، إلا أن تكون من العلماء بالله
عزَّ وجلَّ ومن
معلمي الخير وهـداة الدين وقواده ودعاته، فدونك
فأتهم وادعهم إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ، وحذرهم معصيته، فتكتب عند الله
حينئذ جهبذا، فتعطى ثواب الرسل والأنبياء، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (لأن يهدى الله بهداك
رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس).
الرجل
الثاني : رجل له لسان بلا قلب فينطق بالحكمة ولا يعمل بها، يدعو الناس إلى
الله وهو يفر منه عزَّ وجلَّ، يستقبح عيب غيره ويدوم هو على مثله في نفسه،
يظهر للناس تنسكا ويبارز الله عزَّ وجلَّ بالعظائم من المعاصي، إذا خلا
كأنه ذئب عليه ثياب، وهو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
(أخوف ما أخاف على أمتي من منافق عليم اللسان). وفي حديث آخر : (أخوف ما
أخاف على أمتي من علماء السوء). نعوذ بالله من هذا، فابعد منه وهرول، لئلا
يختطفك بلذيذ لسانه فتحرقك نار معاصيه، ويقتلك نتن باطنه وقلبه.
[
والرجل
الثالث : قلب بلا لسان، وهو مؤمن ستره الله عزَّ وجلَّ عن خلقه، وأسبل
عليه كنفه، وبصره بعيوب نفسه، ونور قلبه، وعرفه غوائل مخالطة الناس وشؤم
الكلام والنطق، وتيقن أن السلامة في الصمت والانزواء
والانفراد،
وتسَمَّعَ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (من صمت نجا). وسَمِعَ قول بعض
العلماء : العبادة عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت فهذا رجل ولي الله عزَّ
وجلَّ، في ستر الله محفوظا ذو سلامة وعقل وافر،
جليس الرحمن
منعم عليه، فالخير كل الخير عنده، فدونكه ومصاحبته ومخالطته وخدمته والتحبب
إليه بقضاء حوائج تسنح له ومرافق يرتفق بها، فيحبك الله ويصفيك، ويدخلك في
زمرة أحبائه وعباده الصالحين ببركته إن شاء الله تعالى
والرجل الرابع : المدعو في الملكوت بالعظيم كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من تعلم ، وعلم ، وعمل ، دعي في
الملكوت
عظيماً). وهو العالم بالله عزَّ وجلَّ وآياته، استودع الله عزَّ وجلَّ
قلبه غرائب علمه، وأطلعه على أسرار طواها عن غيره، واصطفاه واجتباه وجذبه
إليه ورقاه، وإلى باب قربه هداه، وشرح صدره لقبول تلك الأسرار والعلوم،
وجعله جهبذا وداعياً للعباد ونذيرا لهم وحجة فيهم، هادياً مهدياً شافعاً
مشفعاً
صادقاً صديقاً، بدلاً لرسله وأنبيائه عليهم صلواته وسلامه وتحياته
وبركاته. فهذه هي الغاية القصوى في بني آدم، لا منزلة فوق منزلته إلا
النبوّة، فعليك به وأحذر أن تخالفه وتنافره وتجانبه وتعاديه وتترك القبول
منه والرجوع إلى نصيحته وقوله، فإن السلامة فيما يقول عنده، والهلاك
والضلال عند غيره إلا من يوفقه الله عزَّ وجلَّ ويمده بالسداد والرحمة.
فقد قسمت لك الناس، فانظر لنفسك إن كنت ناظراً، واحترز لها إن كنت محترزاً لها شفيقاً عليها، هدانا الله وإياك لما يحبه ويرضاه