متى نتخلص من الامية؟
خالد جبر
الكثير من دول العالم تخلص من الامية وذلك ضمن دراسات ودروس ومدارس خصصت
لهذا الغرض وخلال فترة قصيرة من الزمن انحسرت وتلاشت الامية في تلك البلدان
المتقدمة لان الامي هو عنصر مشلول في المجتمع ووجوده وعدم وجوده يتساويان
في الوقت نفسه، والامية والتخلف منتشران في بلدان بشكل كبير بين الرجال
والناس والاطفال الذين تركوا المدارس ليعملوا بحجة مساعدة الاهل من العوز
والحرمان وفي اواسط السبعينيات كانت هناك حملة واسعة للقضاء على الامية
وبالفعل تم الاعلان عنها والدعوة للانخراط في صفوف خاصة في كل انحاء العراق
وتوافد الناس اليها زرافات ووحدانا وبكل حب وطموح ولكن المشكلة كانت في
المناهج المخصصة فقد كانت تتعمد على تعليم المقاطع وليس الحروف وبالنتيجة
فشلت تلك الحملة لسبب تافه جدا وهو عدم الاعتماد على القراءة الخلدونية بل
الاعتماد على مناهج حديثة بعيدة عن طرق التعلم الصحيح وبهذا يكون الهدف
الاساسي لم يتحقق رغم الميزانية الكبيرة والحملة الدعائية والاعلامية ليكون
البلد خاليا من الامية التي تعطل مسيرة الحياة والتقدم نحو الامام فيها
ولم تكرر تلك التجربة مرة اخرى منذ السبعينيات ولحد الان رغم انتشار الامية
بشكل مخيف فنرى كثيراً من الشباب لا يستطيعون ان يكتبوا حتى اسماءهم وربما
يخجلون من ذلك ولكن المسؤولية تقع عليهم في بادئ الامر وعلى الدولة وخاصة
وزارة التربية التي اهملت هذا الجانب المهم مع اهم شريحة في المجتمع وهم
الشباب الذي نراه يتسكع بعيدا عن العمل والمعرفة والدراسة ويسير نحو
الامية وليس لمحو الامية والتي بات انتشارها سريعا في البلد لعدم الحد من
انتشارها بفتح المدارس المسائية وبالشكل المجاني ووضع مناهج خاصة تتناسب مع
اعمارهم وافكارهم لان التعلم بالنسبة الى الكبير اصعب بكثير من تعلم
الصغير في بداية حياته وذلك لصفاء فكره وعدم تحمله المسؤوليات الحياتية
بالظروف الراهنة.
فتجب محاربة الامية في كل جوانب الحياة والرجل الامي لا يستحق اية وظيفة
كانت حتى لو كان منظفا وزبالا فالوظيفة لا تمنح الا لمن يمتلك شهادة دراسية
حتى لو كانت ابتدائية على اقل تقدير وما نراه اليوم في قواتنا المسلحة
ورجالها فبعضهم يمتاز بالامية من قمة راسه الى اخمص قدميه لهذا نراهم لا
يجيدون التعامل الصحيح مع الاخرين بسبب جهلهم المتراكم فلو تم فرز هذه
النماذج ووضعها داخل مدارس خاصة لتأهيلهم نحو العمل والنور لكان افضل مما
هم عليه الان من بساطة وسذاجة وهم يقفون كابطال ليقوموا بحماية الاخرين
فمهما يكون فان الرجل المتعلم المثقف يستطيع ان يكون رزقه الحلال بالشكل
السليم الذي يرضي الله والناس في ان واحد اما الرجل الامي فهو عالة على
المجتمع ولا نستطيع آن نتعامل معه بالشكل الصحيح الا بالنزول الى مستواه
وهذا غير ممكن لان العلم يسمو نحو الافاق والعلا وليس الى الضحالة…
فنحن بانتظار اليوم الذي نرى بلادنا بلا امية لنحتفل بذلك اليوم البعيد ونتباهى به بين دول المعمورة
خالد جبر
الكثير من دول العالم تخلص من الامية وذلك ضمن دراسات ودروس ومدارس خصصت
لهذا الغرض وخلال فترة قصيرة من الزمن انحسرت وتلاشت الامية في تلك البلدان
المتقدمة لان الامي هو عنصر مشلول في المجتمع ووجوده وعدم وجوده يتساويان
في الوقت نفسه، والامية والتخلف منتشران في بلدان بشكل كبير بين الرجال
والناس والاطفال الذين تركوا المدارس ليعملوا بحجة مساعدة الاهل من العوز
والحرمان وفي اواسط السبعينيات كانت هناك حملة واسعة للقضاء على الامية
وبالفعل تم الاعلان عنها والدعوة للانخراط في صفوف خاصة في كل انحاء العراق
وتوافد الناس اليها زرافات ووحدانا وبكل حب وطموح ولكن المشكلة كانت في
المناهج المخصصة فقد كانت تتعمد على تعليم المقاطع وليس الحروف وبالنتيجة
فشلت تلك الحملة لسبب تافه جدا وهو عدم الاعتماد على القراءة الخلدونية بل
الاعتماد على مناهج حديثة بعيدة عن طرق التعلم الصحيح وبهذا يكون الهدف
الاساسي لم يتحقق رغم الميزانية الكبيرة والحملة الدعائية والاعلامية ليكون
البلد خاليا من الامية التي تعطل مسيرة الحياة والتقدم نحو الامام فيها
ولم تكرر تلك التجربة مرة اخرى منذ السبعينيات ولحد الان رغم انتشار الامية
بشكل مخيف فنرى كثيراً من الشباب لا يستطيعون ان يكتبوا حتى اسماءهم وربما
يخجلون من ذلك ولكن المسؤولية تقع عليهم في بادئ الامر وعلى الدولة وخاصة
وزارة التربية التي اهملت هذا الجانب المهم مع اهم شريحة في المجتمع وهم
الشباب الذي نراه يتسكع بعيدا عن العمل والمعرفة والدراسة ويسير نحو
الامية وليس لمحو الامية والتي بات انتشارها سريعا في البلد لعدم الحد من
انتشارها بفتح المدارس المسائية وبالشكل المجاني ووضع مناهج خاصة تتناسب مع
اعمارهم وافكارهم لان التعلم بالنسبة الى الكبير اصعب بكثير من تعلم
الصغير في بداية حياته وذلك لصفاء فكره وعدم تحمله المسؤوليات الحياتية
بالظروف الراهنة.
فتجب محاربة الامية في كل جوانب الحياة والرجل الامي لا يستحق اية وظيفة
كانت حتى لو كان منظفا وزبالا فالوظيفة لا تمنح الا لمن يمتلك شهادة دراسية
حتى لو كانت ابتدائية على اقل تقدير وما نراه اليوم في قواتنا المسلحة
ورجالها فبعضهم يمتاز بالامية من قمة راسه الى اخمص قدميه لهذا نراهم لا
يجيدون التعامل الصحيح مع الاخرين بسبب جهلهم المتراكم فلو تم فرز هذه
النماذج ووضعها داخل مدارس خاصة لتأهيلهم نحو العمل والنور لكان افضل مما
هم عليه الان من بساطة وسذاجة وهم يقفون كابطال ليقوموا بحماية الاخرين
فمهما يكون فان الرجل المتعلم المثقف يستطيع ان يكون رزقه الحلال بالشكل
السليم الذي يرضي الله والناس في ان واحد اما الرجل الامي فهو عالة على
المجتمع ولا نستطيع آن نتعامل معه بالشكل الصحيح الا بالنزول الى مستواه
وهذا غير ممكن لان العلم يسمو نحو الافاق والعلا وليس الى الضحالة…
فنحن بانتظار اليوم الذي نرى بلادنا بلا امية لنحتفل بذلك اليوم البعيد ونتباهى به بين دول المعمورة