الزرافة
أطول
حيوانثديي أرضي في العالم، وهي حيوان مجتر لبون من آكلات الأعشاب مشقوق
الظلف من رتبةمزدوجات الأصابع، والزرافة لا تستطيع أن تأكل وتشرب إلا إذا
باعدت بين قدميهاالأماميتين مسافة طويلة نظر لطولها الفاره، ويسبب لها هذا
الوضع الصعب مشكلة معالأعداء كالأسد مثلا الذي ينقض عليها وهي على هذه
الوضعية.
ـ لا تنام إلا 9 دقائق في اليومـ الزرافة.. الإنسان والأسد
أخطر أعدائهاوتعيش الزرافة فيالمنطقة الإفريقية الممتدة من السودان
والصومال حتى إفريقيا الجنوبية ونحو الغربحتى شمال نيجيريا وهي تتجنب
الغابة لأن النباتات المكتظة قد تمنعها من الهرب فيحالة الخطر، وتتميز
الزرافة بجلدها المبقع بالبني أو الأسود أو الأصهب والذكر أطولمن الأنثى
ويمكن أن يصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار ويبلغ طول عنقها 180سم، وهذا مايمكنها
من التهام أوراق الشجر، وللزرافة لسان يصل طوله إلى 30سم يمكنها من
تنظيفأذنيها ورأسها، كما إن لها شفتين تتمتعان بقدرة كبيرة على التمدد.
وللزرافةخصمان
رئيسان: الإنسان والأسد، وإذا ما استشعرت خطرا، تطلق ساقيها للريح
بسرعةتقترب من 48 كلم في الساعة فلا يكاد يلحقها أحد إذ تراوح خطوتها عندئذ
بين خمسةأمتار وسبعة.
الحمل والإنجاب
:والزرافة تعيش على شكل جماعات وهي تضعصغيراً واحدا بعد فترة حمل تراوح بين
420 و450 يوما، وتنجب وهي واقفة أي أن صغيرهايقع من ارتفاع مترين تقريبا.
لكنه يولد عملاقا بطول مترين. ويراوح وزنه عند الولادةبين 47 و70 كلغم
ويمشي بعد ولادته بساعة ويرضع لبن أمه وينمو بسرعة كبيرة ويبدأ بأكلالأوراق
في وقت مبكر، وتأكل الزرافة بشكل عام من رؤوس أشجار الأكاسيا
والكوميغورا،وتتميز بلونها الغريب الذي يميل إلى اللون الرملي المبقع
باللون البني الداكن الذييتماشى مع البيئة.
وتعيش الزرافة نحو 25 أو 28
سنة ويعد تجاوز هذا العمرشيئاً قياسياً. ويبدو ظهرها منحدراً إلى الأسفل
لأن عضلات أرجلها الأمامية متضخمةأكثر من الخلفية، وليس لأن أرجلها
الأمامية أطول من الخلفية كما يعتقد البعض، ورغمطول عنق الزرافة فإن به 7
فقرات عنقية فقط مثلها في ذلك مثل الفأر والأرنبوالإنسان، في حين إن البط
والإوز له 16 فقرة عنقية بينما نجد للعصفور الدوري الصغير 14 فقرة عنقية
على صغر حجمه وقصر رقبته فسبحان الخالق!.
تحدي الجاذبية
:وفي عالم الحيوان يعتبر العلماء أن الزرافة هي التحدي الأمثلللجاذبية
فقبل أن تصل الطاقة إلى الدماغ، لابد للدم أن يقطع مسافة مترين ونصف
المتربدءاً من القلب الموجود في وسط جسمها وهو عمل يقوم به القلب بشكل بارز
نظراً لوزنهالبالغ 12 كيلوجراما وهذا ما يجعله يضخ الدم بضغط يزيد على
الضغط الشرياني عندالإنسان بثلاث مرات وذلك كي يصل إلى منطقة الدماغ، وكلما
ارتفع الدم في رقبةالزرافة الطويلة تقل قوته تحت تأثير الجاذبية ولولا ذلك
لانفجرت الأوعية الدمويةالدماغية، ومن الناحية السفلى نلاحظ أن الجاذبية
تقوم بسحب الدم بقوة لإيصاله إلىالقوائم، إلا أن الأنسجة القوية التي تتكون
منها الشرايين والأوردة، تحول دونتمزقها، يضاف إلى ذلك بالطبع سمك جلد
الزرافة، وقوة عضلاتها اللذان يعملان علىالحيلولة دون تغير شكل الأوردة
الدموية وتلفها، وعندما تحني الزرافة رأسها نحوالأسفل لتشرب، فإن التعاريج
الموجودة في دماغها تمنع وصول الدم إليه بعنف وما أنترتوي الزرافة وترفع
رأسها ثانية حتى تتدخل الصمامات الموجودة في الأوردة، لكبح قوةاندفاع الدم
من الدماغ تحت تأثير الجاذبية لبلوغ القلب بسرعة وهو ما يكفي كي يسببصدمة
للزرافة ودوخة، فسبحان الخالق! ونظرا لطول رقبة الزرافة فإنها لا تنام
فياليوم الواحد إلا تسع دقائق وليس على مرة واحدة بل على ثلاث مراحل، في كل
مرة ثلاثدقائق.
ونظرا لغرابة تكوين جسمها، كان الأمراء في إفريقيا
يقدمون الزرافةعلى سبيل الهدية إلى الملوك والسلاطين وقد وجدت رسومها قديما
على المعابدوالكهوف.
والغريب انه إذا انزلقت الزرافة ووقعت على الأرض
مع انفراج ساقيها،فإنها لا تستطيع القيام مرة أخرى ويمكن أن تظل هكذا إلى
أن تموت، وتستعمل معدتهاكغسول للعين لمنع عتامتها.
بقاء مهدد
:وقد انحسرت مناطق وجود الزرافة،في دول جنوب الصحراء وأصبح التوزيع
الجغرافي للزرافة متقطعا على امتداد غرب القارةالإفريقية، وقد كانت الزرافة
يوما منتشرة في المغرب وفي أجزاء من الصحراء الكبرىلكنها انقرضت إلى
الشمال من خط العرض 15 درجة شمالا، ويرى العلماء أن الزرافة لمتنقرض تماما
من كل نطاق توزيعها، إلا أن بقاءها حية خارج الملاذات والمحمياتوالحدائق لم
يزل أمراً تحيط به الشكوك، ويكثر الزراف في السافانا ولا يوجد فيالغابات
أو السهول المكشوفة أو المناطق الصحراوية.
ويشرب الزراف الماء إذاوجده
وفي غالب أمره يستخلص الزراف الماء مما يأكله من نباتات، وتعتبر أشجار
الطلحأهم مصادر غذاء الزراف، لكنها تأكل نباتات أخرى في مواسم الجفاف حيث
يقل مصدرالغذاء بسقوط الأوراق.
وينمو من جمجمة الزرافة قرنان عظميان
يغطيهما الجلدوالشعر مثل قرون الغزال قبل تفرعاتها، ولذا فهي ليست قرونا
حقيقية لأنها غير مغطاةبطبقة قرنية، وقد يوجد في جباه بعض الزراف واحد أو
أكثر من النتوءات القرنيةالقصيرة، ويمكن للزرافة غلق فتحاتها الأنفية تماما
لمنع دخول الرمال والأتربة، كماتستطيع الرؤية والسمع جيدا ونادرا ما
تستعمل صوتها رغم أن في مقدورها إصدار العديدمن الأصوات الدقيقة، ويطلق على
ذكر الزراف (الثور) وحين يتقاتل الذكر مع ذكر آخرفإن وطيس القتال يمكن
سماعه على بعد 90 متراً ومع ذلك فإن هذه الحيوانات نادراً مايجرح بعضها
بعضا أما الإناث فلا تتقاتل.
يستخدم الناس الزراف لأغراض مختلفة،فبعض
القبائل الإفريقية مثلا تستعمل شعر الذيل في عمل الأساور والحبال والجلد
فيعمل الأغطية الواقية والأربطة لعلاج التمزقات العضلية ولعمل
أوتارالأقواس.
في اللغة والشعر :ومن معاني
الزرافة في اللغة السرعة وقد أخذاسمها الفرنسيون والانجليز عن العربية، ومن
أسمائها الأطوم وأم عيسى أما جمع كلمةزرافة فهي زراف وزرافيّ وزُرافى
وزرائف.
وقال ابن حمديس يصف الزرافة:ودائمة
الاقعاء في أصل خلقها ... إذا ما قابلت أدبارُها عينَمقبلِتلفَّتُ أحيانا
بعين كحيلة ... وجِيدٍ على طول اللواءمظللِوعرف دقيق الشعر تحسبُ نبته ...
إذا الريح هزته ذوائبَسُنبلِ
وقال ابن رشيق في زرافة أهداها الظاهر لإعزاز دين الله الفاطمي إلىالمعزس بن باديس:وأتتك
من كسب الملوك زرافة ... شتى الصفات لكونهاأبناءُجمعت محاسن ما حكت
فتنافَسَتْ ... في خلقها وتنافتْالأعضاءتحتثُّها بين الحواني مشية ... باد
عليها الكبروالغلواءُوتمد جيدا في الهواء يزينها ... فكأنه تحت اللواء
لواءُ