الرمز و الرمزية/
منقول للفائدة
( الرموز المبتكرة والمستهلكة )
إن كثرة تداول الرمز في قصائد الشعراء على مدى سنوات طويلة تكشف غطاء الرمز ليبدو جلياً واضحاً عند القاريء
وأمثلة
تلك الرموز التي تداولها الشعراء قديماً عديدة منها : القمر , الليل ,
الورد لو اجتمعت في قصيدة غزلية يتبادر إلى أذهاننا – سريعاً – أن الشاعر
يقصد برمز القمر معشوقته , في حين إذا قال الشاعر : مررتُ بالقمر
فلن
نتوقع منه أنه قد استقل مكوكاً فضائياً ليمر بالقمر الحقيقي فقد تساوت وضوح
ومعرفة المقصود بالرمز من كثرة تداوله , كذلك ( الليل والشلال )
دلالة على شَعر المرأة و( الورد ) هو وجنتيها
أما
الشاعر الذي يبتكر رموزاً في وقتنا الحالي أظنه يواجه مشكلة اقناع المتلقي
من عامة الناس وتحتاج رموزه إلى استهلاك من قبل شعراء حتى تصبح مقنعة في
عصورٍ لاحقة .
ويبقى المبدع والمبتكر الحقيقي للرمز في طي النسيان
( أنواع الرمزية )
للرمزية نوعان
1 – إما أن يكون الرمز عبارة عن كلمة يقابلها كلمة أخرى للدلالة
2 – أو يكون الرمز جملة تأتي في شطر أو بيت كامل بشطريه وترمز لمعنى آخر مبطن
( تصنيف لمنتهجي الرمزية )
1
– شاعرٌ يعتني بالمعنى الظاهر ويكون المعنى سليما يصل للمتلقي العادي بكل
يسر , في حين إبحاره في معنى باطن آخر يتوصل له المتلقي المتعمق عن طريق
دلالات ومؤشرات كمفاتيح تقوده إلى مقصد الشاعر
2 – شاعرٌ يستخدم رموز
جيدة ومنطقية تقود لمعنى باطن يتعرف عليه المتلقي المتعمق في حين أن الشاعر
عجز عن امتاع المتلقي العادي وابحاره في معنى ظاهر لاعلاقة له بالمقصود
وهنا يكون النص مفككا وظاهره لا يستساغ
3
– شاعرٌ يستخدم رموزاً بطريقةٍ عشوائية لا تقود إلى معنى واحد , فهو لم
يعزز الرمز لاكمال الصورة برموزٍ أخرى تقلل من احتمالات التأويل لما يرمي
إليه أو ما يود ايصاله , ولم يستطع في ذات الموقف الحفاظ على معناه الظاهر ,
بالتالي ترفضه قناعة المتلقي العادي والمتعمق
( تعزيز الرموز )
يحتاج الرمز إلى :
-
دلالات منطقية تقود المتلقي للمرموز له وللمعنى المقصود حتى تكتمل عملية
الابحار والامتاع - يحتاج لرموز أخرى تساهم بدلالاتها الخاصة في التوصل إلى
الرمز الأول لتوثيق الاستنتاج دون الكشف المباشر أو التمهيد السطحي عن ما
هيته .
الفرق بين الرمزية و الرمز
إن
الرمزية تختلف عن الرمز، فالرمزية كما هو معروف مذهب أدبي قائم بذاته,
يمكن أن توجد في أي عصر. ولعل الرجوع إلى بداية المذهب يكشف لنا خروج
أصحابه من تلك الظواهر حتى استقلوا بها وجعلوها هدفا وأسلوبا. وخاصة لو
عُلم إن المذاهب لا تنشأ فجأة ومن لا شيء.
والرمزية منها ما هو متعمد,
تعمية أو ترميزا, وما المرأة والخمر في الشعر الصوفي الا رموز معروفة ,
والأساطير كذلك رموز تدرك بالغوص في المعاني ومعرفة تفكير الشاعر والمذاهب
السائدة في العصر الذي انتج ذلك النوع الأدب. وربما يصرح الشاعر كذلك بما
يرمز إليه في ثنايا نصه .
والتعمية هي في منحى الأديب أن لا يكشف حقيقة
ما فيرمز إليها وربما يفرط فيه حتى يصبح النص منغلقا عسيرا ادراك ما يرمي
إليه , مثل شعر أدونيس الذي أوغل في الرمزية حتى صار يؤول بشكل بعيد جدا
عما يرميه الشاعر ربما او عما أوله قاريء وناقد آخر .
أما غير المتعمد
من الرمزية فيستلزم فهما عميقا للنص الأدبي وعلما كبيرا بالأدب والحضارة
حتى يكشف ويميط عنه اللثام أي أن يكون القاريء ذو دراية او هو باحثٌ في هذا
النوع من الادب .
مع ضرورة ملاحظة الرمزية في الشعر الحديث تختلف عنها
في الشعر القديم ، فقد صارت في العصر الحديث وكأنها اختراع رغم انها
موجودة في الشعر القديم ولكن الفرق انهم هنا اغرقوا في الرمزية حتى صارت
بعيدة عن ادراك القاريء وصارت نخبوية اما القديم فهي سهلة مدركة من قبل
القاريء البسيط او المستمع ان صح التعبير.
منقول للفائدة
( الرموز المبتكرة والمستهلكة )
إن كثرة تداول الرمز في قصائد الشعراء على مدى سنوات طويلة تكشف غطاء الرمز ليبدو جلياً واضحاً عند القاريء
وأمثلة
تلك الرموز التي تداولها الشعراء قديماً عديدة منها : القمر , الليل ,
الورد لو اجتمعت في قصيدة غزلية يتبادر إلى أذهاننا – سريعاً – أن الشاعر
يقصد برمز القمر معشوقته , في حين إذا قال الشاعر : مررتُ بالقمر
فلن
نتوقع منه أنه قد استقل مكوكاً فضائياً ليمر بالقمر الحقيقي فقد تساوت وضوح
ومعرفة المقصود بالرمز من كثرة تداوله , كذلك ( الليل والشلال )
دلالة على شَعر المرأة و( الورد ) هو وجنتيها
أما
الشاعر الذي يبتكر رموزاً في وقتنا الحالي أظنه يواجه مشكلة اقناع المتلقي
من عامة الناس وتحتاج رموزه إلى استهلاك من قبل شعراء حتى تصبح مقنعة في
عصورٍ لاحقة .
ويبقى المبدع والمبتكر الحقيقي للرمز في طي النسيان
( أنواع الرمزية )
للرمزية نوعان
1 – إما أن يكون الرمز عبارة عن كلمة يقابلها كلمة أخرى للدلالة
2 – أو يكون الرمز جملة تأتي في شطر أو بيت كامل بشطريه وترمز لمعنى آخر مبطن
( تصنيف لمنتهجي الرمزية )
1
– شاعرٌ يعتني بالمعنى الظاهر ويكون المعنى سليما يصل للمتلقي العادي بكل
يسر , في حين إبحاره في معنى باطن آخر يتوصل له المتلقي المتعمق عن طريق
دلالات ومؤشرات كمفاتيح تقوده إلى مقصد الشاعر
2 – شاعرٌ يستخدم رموز
جيدة ومنطقية تقود لمعنى باطن يتعرف عليه المتلقي المتعمق في حين أن الشاعر
عجز عن امتاع المتلقي العادي وابحاره في معنى ظاهر لاعلاقة له بالمقصود
وهنا يكون النص مفككا وظاهره لا يستساغ
3
– شاعرٌ يستخدم رموزاً بطريقةٍ عشوائية لا تقود إلى معنى واحد , فهو لم
يعزز الرمز لاكمال الصورة برموزٍ أخرى تقلل من احتمالات التأويل لما يرمي
إليه أو ما يود ايصاله , ولم يستطع في ذات الموقف الحفاظ على معناه الظاهر ,
بالتالي ترفضه قناعة المتلقي العادي والمتعمق
( تعزيز الرموز )
يحتاج الرمز إلى :
-
دلالات منطقية تقود المتلقي للمرموز له وللمعنى المقصود حتى تكتمل عملية
الابحار والامتاع - يحتاج لرموز أخرى تساهم بدلالاتها الخاصة في التوصل إلى
الرمز الأول لتوثيق الاستنتاج دون الكشف المباشر أو التمهيد السطحي عن ما
هيته .
الفرق بين الرمزية و الرمز
إن
الرمزية تختلف عن الرمز، فالرمزية كما هو معروف مذهب أدبي قائم بذاته,
يمكن أن توجد في أي عصر. ولعل الرجوع إلى بداية المذهب يكشف لنا خروج
أصحابه من تلك الظواهر حتى استقلوا بها وجعلوها هدفا وأسلوبا. وخاصة لو
عُلم إن المذاهب لا تنشأ فجأة ومن لا شيء.
والرمزية منها ما هو متعمد,
تعمية أو ترميزا, وما المرأة والخمر في الشعر الصوفي الا رموز معروفة ,
والأساطير كذلك رموز تدرك بالغوص في المعاني ومعرفة تفكير الشاعر والمذاهب
السائدة في العصر الذي انتج ذلك النوع الأدب. وربما يصرح الشاعر كذلك بما
يرمز إليه في ثنايا نصه .
والتعمية هي في منحى الأديب أن لا يكشف حقيقة
ما فيرمز إليها وربما يفرط فيه حتى يصبح النص منغلقا عسيرا ادراك ما يرمي
إليه , مثل شعر أدونيس الذي أوغل في الرمزية حتى صار يؤول بشكل بعيد جدا
عما يرميه الشاعر ربما او عما أوله قاريء وناقد آخر .
أما غير المتعمد
من الرمزية فيستلزم فهما عميقا للنص الأدبي وعلما كبيرا بالأدب والحضارة
حتى يكشف ويميط عنه اللثام أي أن يكون القاريء ذو دراية او هو باحثٌ في هذا
النوع من الادب .
مع ضرورة ملاحظة الرمزية في الشعر الحديث تختلف عنها
في الشعر القديم ، فقد صارت في العصر الحديث وكأنها اختراع رغم انها
موجودة في الشعر القديم ولكن الفرق انهم هنا اغرقوا في الرمزية حتى صارت
بعيدة عن ادراك القاريء وصارت نخبوية اما القديم فهي سهلة مدركة من قبل
القاريء البسيط او المستمع ان صح التعبير.