دخل
ثوار بنغازي العاصمة الليبية طرابلس رافعين الراية القديمة-الجديدة لليبيا
بهلالها ونجمتها البيضاء وسط الألوان الثلاثة الأحمر والأخضر والأسود
معلنين سقوط نظام القذافي ورايته الخضراء، رغم أن هذا الأخير لم يعرف له
مكان بعد.
ولو تستمر الأمور على هذه الوتيرة بدعم أوروبا والولايات المتحدة وبعض دول
الخليج فإن الثوار المنقلبين على القذافي لن يتأخروا في وضع حكومة انتقالية
جديدة للدخول في مرحلة ما بعد القذافي ومن ثمة قد يدافع الليبيون عن حقهم
في تنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بعد سنة ونصف من الآن ، إذ ولحد
الساعة لم تقرر بعد الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم سحب شرف التنظيم من
ليبيا حتى وإن كانت هيئة حياتو تبحث عن بديل لها وسعت إلى دفع جنوب إفريقيا
والجزائر لتقديم طلبات الترشح بعد العيد.
صحيح أن الوضع العام في مدن شمال ليبيا التي من المفروض أن تستضيف العرس
القاري سنة 2013 ليس على ما يرام وصور الدمار والتخريب وآثار الحرب لا زالت
قائمة إلا أن الإمكانيات المالية لليبيا تجعلها قادرة على إحداث ثورة في
ظرف سنة لترميم ما يجب ترميمه لاستقبال ضيوفها الأفارقة سيما إذا ساهم
الأوروبيون في هيكلة الليبيين من الناحية التكنولوجية ، وبالتالي ممكن أن
تصر الحكومة الليبية الجديدة على تنظيم كأس إفريقيا لتسويق صورتها الجديدة
لدى كل سكان القارة السمراء تماما مثلما يقوم بذلك المصريون بعدما ظفروا
بشرف تنظيم دورة الأولمبياد.
وحتى إن كانت حظوظ احتفاظ ليبيا بشرف التنظيم ضئيلة فإن ذلك ليس
مستحيلا،وهنا يجد كل من ترشح لخلافتها نفسه في مأزق معنوي غير أن
الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ستحسب ألف حساب قبل إقرار ذلك لأن الأمر
يخص تنظيم وتأمين دورة كروية لمدة شهر وليس مباراة واحدة.
وإذا كان مسؤولو الكاف يريدون في قرارات أنفسهم سحب ورقة التنظيم من
"طرابلس" فإن الشعب الليبي من حقه العيش الكريم والاحتفال بالعرس القاري،
وقد تكون كأس أمم إفريقيا 2013 وسيلة لبعث الروح الجديدة وسط الشباب الليبي
الذي عانى ويلات حكم القذافي وأبنائه الذين نهبوا أموال ملايين الليبيين
وعبثوا بها في النوادي الأوروبية والفنادق الفخمة .
