عنابة تعيش أجواء مميزة ورائعة للغاية لولا فضيحة "التذاكر"
أعراس وحفلات في الشوارع والساحات العمومية والأغاني الوطنية تعود بقوة
الأعلام والرايات في كل مكان... وبونة لا تنام منذ أسبوع
أجواء
رائعة للغاية، تلك التي تصنعها فتيات عنابة، وطلبة الجامعات، بمشاركة
قياسية لآلاف الجماهير القادمة من مختلف الولايات، والتي اكتسحت منذ ثلاثة
أيام شوارع المدينة، وساحاتها وخاصة ساحة الكور، والشريط الساحلي، الممتد
من السانكلو إلى غاية فندقي الريم وصبري بأعالي طوش وبلفودار، وجددت
الجماهير العنابية عهدها مع الأفراح والليالي الملاح، فالجميع صغار وكبار،
نساء ورجال، شيوخ وأطفال في الموعد، ويحضرون لدخول التاريخ في سهرة الغد،
وقد ملأوا الشوارع والساحات رافعين شعارات أكدوا فيها مؤازرتهم ودعمهم
المطلق لأشبال بن شيخة، وأظهروا إيمانهم القوي بقدرة الأفناك
على ترويض الأسود، كيف لا، وهم الذين سبق لهم وصنعوا
ملحمة أم درمان التي أعادت اللحمة للجزائريين وأنستهم
كل المحن التي مروا بها...
أعراس وحفلات في الشوارع والساحات العمومية والأغاني الوطنية تعود بقوة
الأعلام والرايات في كل مكان... وبونة لا تنام منذ أسبوع
أجواء
رائعة للغاية، تلك التي تصنعها فتيات عنابة، وطلبة الجامعات، بمشاركة
قياسية لآلاف الجماهير القادمة من مختلف الولايات، والتي اكتسحت منذ ثلاثة
أيام شوارع المدينة، وساحاتها وخاصة ساحة الكور، والشريط الساحلي، الممتد
من السانكلو إلى غاية فندقي الريم وصبري بأعالي طوش وبلفودار، وجددت
الجماهير العنابية عهدها مع الأفراح والليالي الملاح، فالجميع صغار وكبار،
نساء ورجال، شيوخ وأطفال في الموعد، ويحضرون لدخول التاريخ في سهرة الغد،
وقد ملأوا الشوارع والساحات رافعين شعارات أكدوا فيها مؤازرتهم ودعمهم
المطلق لأشبال بن شيخة، وأظهروا إيمانهم القوي بقدرة الأفناك
على ترويض الأسود، كيف لا، وهم الذين سبق لهم وصنعوا
ملحمة أم درمان التي أعادت اللحمة للجزائريين وأنستهم
كل المحن التي مروا بها...
- الاحتفالات بدأت والأمل أن تستمر
- تعيش جوهرة الشرق وعلى غرار باقي ولايات الوطن أجواء احتفالية متميزة
يملؤها الأمل والخوف في آن واحد، ومع اقتراب ساعة الحسم، العنابيون شرعوا
في التحضير لعرس الداربي المغاربي، خاصة وأن الموعد لم يعد يفصلنا عنه سوى
ساعات قلائل، فلا حديث يعلو فوق مباراة الفصل والطريقة المثلى لتحقيق
نتيجة إيجابية ينعش بموجبها رفقاء الغائب الأكبر عن اللقاء بوقرة حظوظهم
في التأهل للعرس الإفريقي، ولأن الضغط النفسي كبير والحماس والشوق أكبر
بكثير عند الأنصار، أبناء بونة أخذوا مناح متعددة لتكسير الجمود قبل حلول
ليلة اليوم، وبينما كانت البداية ابتداء من صباح أمس بحمل
الرايات الوطنية وترديد الأغاني التي تمجد رفقاء جبور. - 15شاشة عملاقة لتعويض نفاد التذاكر
- وقد قررت مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة نصب 15 شاشة عملاقة في
عاصمة الولاية، وكذا في جميع بلديات الولاية من أجل تمكين أكبر عدد ممكن
من الأنصار من معايشة الأجواء على المباشر، والتأهب لإقامة الأعراس
الكبيرة التي سيعيش على وقعها الشارع العنابي مباشرة بعد نهاية المقابلة،
في حال نجاح "الخضر" في تحقيق الإنتصار، لأن الجميع سيتوافد حتما على طريق
"الكورنيش" من هذا المنطلق، فقد قررت المديرية الوصية نصب ثلاث شاشات
عملاقة بمدينة عنابة، واحدة منها بملعب بوزراد حسين، والثانية بملعب
الصفصاف، أما الثالثة فسيتم نصبها وسط ساحة الثورة، بمحاذاة المسرح الجهوي
عزالدين مجوبي، وهو إجراء يدخل في إطار المخطط التنظيمي الذي سطرته
السلطات المحلية لهذه المقابلة، لأن الهيئة الوصية كانت في بادئ الأمر
تعتزم نصب شاشة عملاقة في الساحة المحاذية لملعب 19 ماي من أجل تمكين من
لم يحالفه الحظ بالدخول من متابعة المباراة على الشاشة قرب الملعب، لكن
قرار منع السيارات من التوقف قرب المركب جعل مديرية الشباب والرياضة تقرر
نصب الشاة بملعب بوزراد حسين. هذا وقد قررت ذات المديرية نصب شاشات
عملاقة على مستوى جميع دور الشباب المتواجدة عبر البلديات الـ11 التابعة
إداريا لولاية عنابة، غير أن إرتفاع أسعار التذاكر السوق الموازية الذي
قابله تراجع الطلب، لأن الكمية المعروضة تفوق بكثير الطلب، هو الذي أخل
نوعا ما بالتحضير الجيد للمباراة، وذلك بالنظر إلى عدم قدرة المئات من
الشبان البطالين على توفير ثمن شراء التذكرة بالأسعار المعروضة به في
الشارع العنابي، في الوقت الذي كان فيه للعملية التي قامت بها فرقة
الإستعلامات العامة التابعة لأمن ولاية عنابة يوم الجمعة إنعكاسات مباشرة
على سعر التذاكر في السوق الموازية، لأن حجز 20 ألف تذكرة مزورة طمأن
الباحثين عن التذاكر على صحة التأشيرات المطروحة للبيع في الشارع، بعد ما
كانت المخاوف من إقتناء تذاكر مقلدة قد أدت إلى عزوف المئات عن شراء
التذاكر من الباعة المتجولين، رغم أن الحصول على تذكرة يبقى بمثابة الحلم
الذي يراود الآلاف من الشبان، لكن الأسعار تبقي هذا الحلم صعب التجسيد على
أرض الواقع، مادامت التذاكر ليست في متناول الجميع. - إلى ذلك فقد لمست الشروق، من خلال الجولة التي قادتنا إلى ساحة الثورة
إصرار المتحكمين في سوق التذاكر على فرض منطقهم، وعدم خفض الأسعار، لأن كل
بائع يسارع إلى الجزم بأنه إقتنى كمية معتبرة من التذاكر بسعر جملة لا يقل
عن مبلغ 1500 دج، في مؤشر أولي عن أن سعر التذكرة الواحدة لن يقل عن هذا
المبلغ، ولو أن تجارة بيع التذاكر أصبحت منتشرة في كل شوارع "بونة" وأصبحت
تصنع "الديكور" الذي يميز كل الأزقة، فما من شارع تقصده إلا وتجد العشرات
من الشبان يحملون في أيديهم كميات معتبرة من التذاكر. - تداعيات ملف أزمة تذاكر مباراة الجزائر - المغرب
استدعاء عدة مسؤولين بمركب 19ماي 1956 بعنابة والتحريات ستطيح برؤوس كبيرة
من المرتقب، أن يستمع قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة الابتدائية، صبيحة
نهار الإثنين، إلى مسؤول كبير بمركب19 ماي 1956، وعدة مسؤولين وإطارات
بمديرية الشبيبة والرياضة، وكذا عمال ورؤساء مصالح بملعب19 ماي، في قضية
أزمة التذاكر الخاصة بمباراة، المنتخب الوطني مع نظيره المغربي، وكانت
مصالح الأمن بولاية عنابة، قد فتحت تحقيقا أمنيا معمقا في الفضيحة، بناء
على شكوى من السيد والي ولاية عنابة، محمد الغازي، إثر التجاوزات التي
صاحبت عملية بيع التذاكر صبيحة نهار الأربعاء، أمام مركب19 ماي، والتي
انتهت بحوادث مؤلمة، أسفرت عن إصابة 80 شخصا بجروح خطيرة، من بينهم 8
عناصر شرطة، كما تسببت في فوضى عارمة، بين الجماهير، إثر النفاد المبكر
والمبهم لحصة التذاكر المخصصة للجماهير الجزائرية، والمقدرة بـ45 ألف
تذكرة، مما أدخل الشك في نفوس السلطات الولائية، وأعضاء اللجنة المنظمة،
واللجنة الأمنية للولاية، التي يترأسها الوالي، وإثر ذلك أمر بفتح تحقيق
عاجل في القضية، أسفر عن العثور على نحو 7 آلاف تذكرة مخبأة لدى مسؤول
بالمركب، يتم ترويجها بالتعاون مع بزناسية السوق السوداء، بأسعار أضعاف
عشر مرات عن سعرها الحقيقي، إلى جانب 3آلاف دعوة خاصة بمقاعد المنصة
الشرفية، كما علمت مصالح الأمن، وبالضبط مصلحة البحث والاستعلامات، بوجود
شبكة كانت تخطط منذ إعلان استقبال المنتخب المغربي بولاية عنابة، لإغراق
السوق بتذاكر مزورة، وبعد التحريات التي قامت بها نفس المصلحة، تمكنت من
الإطاحة بعصابة تتكون من ستة أشخاص، يقودهم صاحب مطبعة خاصة، حاولت ترويج
20 ألف تذكرة، خاصة بالمقابلة، مستنسخة وغير مطابقة للتذكرة الأصلية،
وبيعها في السوق السوداء، بمبالغ رهيبة، وصلت حد الـ4الاف دينار للتذكرة
الواحدة، وضمن نفس الإطار، استمعت الضبطية القضائية بمصلحة الشرطة
القضائية، بأمن ولاية عنابة، إلى مدير مركب 19 ماي 1956، حول ملف الـ7
آلاف تذكرة، التي عثر عليها بالمركب، قبل أن تخلي سبيله، في الوقت الذي
تتواصل فيه التحريات والتحقيقات المعمقة، التي من شأنها الإطاحة برؤوس
كبيرة، متورطة أو لها علاقة بهذه الفضائح التي رافقت هذه المباراة الهامة
والحاسمة