بحث حول السلام
تمهيد:
إنّالإسلام دين السلم وشعاره السلام، فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود منالزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماءويقيمون العداوات بينهم لقرون، جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام، ونبذ الحروبوالشحناء التي لا تولّد سوى الدمار والفساد.ولذلك فإن القرآن جعل غايته أن يدخلالناس في السلم جميعاً، فنادى المؤمنين بأن يتخذوه غاية عامة، قال الله -عز وجل- مخاطباً أهل الإيمان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].بل إن من صفاتالمؤمنين أنهم يردون على جهل الآخرين بالسلم، فيكون السلم هنا مسلكاً لردّ عدوانالجاهلين، قال تعالى: (...وإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما). ذلكأن مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف، ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام، ومسلكاللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوويوصي دائماً أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن، والإحسان إلى المسيئين، مصداقاً لما قالتعالى موصياً سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وسلم-...وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلمفقال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم – وهذا وقت الحرب- وطالبهم بتلمّس السلم إنوجدوا رداً إيجابياً من الطرف الآخر، فقال تعالى: (فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا). ويقول الإمام علي رضي الله عنه في عهده لمالك الاشتر: «ولاتدفعن صلحاً دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى، فإن في الصلح دعة لجنودك، وراحة من همومك، وأمنا لبلادك».
1-تعريف السلم والأمن:
- السلم كلمة واضحة المعنى، تعبر عن ميل فطري في أعماقكل إنسان، وتحكي رغبة جامحة في أوساط كل مجتمع سوي، وتشكل غاية وهدفاً نبيلاً لجميعالأمم والشعوب. والسلم من السلام وأصله السلامة أي البراءة والعافية والنجاة منالعيوب والآفات والأخطار. ويطلق السلم بلغاته الثلاث السِلم والسَلم والسَلَم علىما يقابل حالة الحرب والصراع.قال ابن منظور: السَلم والسِلم: الصلح، وتسالموا: تصالحوا، والتسالم أي التصالح. والمسالمة تعني المصالحة. وحكي ان السلم هو: الاستسلام وضد الحرب. وهو وضع يسود فيه الامن والسلام ويشعر فيه الفرد بالامانوالسكينة والاستقرار وهو عامل اساسي لتقدم الامموازدهارها.
-أنواعالأمن و السلم:
ا/ الأمن الداخلي :والذي يتضمن:
*الأمن العمومي:وتقوم به مصالح الأمن بهدف حمايةالأفراد والممتلكات
*الأمن الاجتماعي:ضمان التعليم وحرية التعبير والابتكار وحماية التراث الوطنيوالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية
*الأمنالاقتصادي :تقوم به الدولة بهدف تحقيق الأمنالغذائي والتقدم التكنولوجي وحماية الاقتصاد الوطني
ب/ الامنالخارجي:
وهو حماية وصونالاستقلال الوطني والحدود الجزائرية البرية والبحريةوالجوية.
2-تعريف السلام :
هو الأمان وحفظالكرامة والعمل على وجود مصالح مشتركة تحقق قيام حضارة تقوم على احترام الذاتواحترام الأخر والتمسك بالعدل واحترام العدالة وتوفير الرقى لجميع الأجناس البشريةعلى وجه الأرض بل وتهدأ بوجوده جميع الكائنات الحيةْ .*يتحقق السلام فى ظل العدالةوبدونها فلا وجود للسلام فالعدالة تقوم على حفظ التوازن البشرى بتطبيق القوانين علىوجه يحقق المساواة وعدم التمييز وبذلك تكون العدالة جسرا يوصل إلى السلام .
وجاءت العدالة ممثلة فى ظلتشريعات الكتب السماوية على مر العصور لكى تكون بمثابة الدستور الذى يحقق العدلوالمساواة بين جميع أجناس البشر.
*السـلام قبل ظهور الإسلام : كانت شبه الجزيرة العربية مكونة من قبائل صحراوية تحكمهاوتسيطر عليها العصبية القبلية مع وجود العادات الناتجة عن الجهل المتوارث مثل تقديمالقرابين للأصنام ووأد البنات وتجارة الرقيق ووجود مجتمع طبقى البقاء فيه للأقوىوكانت العصبية القبلية هي العامل الرئيسي لاستمرار الحروب بين القبائل ويجسد لناالشعر الجاهلى ما كان علية هؤلاء من عداء لمجرد التعصب وانتشار الرذيلة واضطراب فىالنفس البشرية لضياع العدالة وسيادة قانون البقاء للأقوى .
3*السـلام فى ظـل الإسلام :
- لعل الإسلام عني عناية فائقة بالدعوة الى السلام بلإن السلام اسم من أسماء الله فجاء الإسلام بالقران الكريم وهو الدستور الذى يحققالسلام فقال تعالى (وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) وتحية الإسلام هى (السلام عليكم) .ويضع هذه القيمة (أي قيمة السلام) على رأس القيم التى فيها صلاحالعالم ولقد كان للإسلام مع الخونة قصصا يرويها التاريخ بإعجاب وإكبار فلم يسمع أحدأن النبى الكريم أو خلفائه من بعده انهم قتلوا نصرانيا لأنة لم يسلم أو عذبواكتابيا أو سجنوه أو منعوه من التعبد وإقامة شعائره الدينية .
دين الإسلام لا يدعو إلا للسلام أما عن الحروب التىنشبت فى الإسلام منذ ظهوره فإنما كانت لدوافع وحق مشروع منها الدفاع عن النفسومحاربة الطغاة .وقد فطن الإسلام عن الضرر الذى ينشأ من الحروب والعدوان فقال تعالى ( وان جنحوا للسلم فجنح لها وتوكل على الله)
*ويخطئ من يظن أن الإسلام انتشر بحد السيف أو كمايسمى بعض المستشرقين [الجهاد] ذلك أن الجهاد المقصود هو جهاد النفس والدفاع عنالنفس لا جهاد الصهيونية والمستعمرين .
4*الـســلام والـعــصـر:
- إن للعالم الآن شكل متغير عما كان من قبل فقد نالت الشعوب درجة أعلى منالحرية وتمكنت منظمات المجتمع المدنى درجة اعلى من التمكين و أصبحت العلاقاتالدولية غير مقيدة بل وصارت حقوق الإنسان والسلام والتنمية وغيرها تتحرك فى افاق أممية .
* العنف:
* تتعدد المواقف والأسباب والأشكال والأنواع لكن فيالنهاية العنف معناه واحدلا يختلف "إيذاءشخص" وإلحاق الضرر به، وانتزاع المراد منه بالقوة وإجباره على التنازل عنه.
5-كيف نعالج العنف؟:
*احترام النظام الديمقراطي للدستور.
*تحقيق الامن الغذائي.
*محو الفوراق الاجتماعية والازمة الطبقية.
*رفع حالة التهميش و توفيرمتطلبات الحياة( صحة - عمل - تعليم)
*احترام التنوع الاجتماعي والثقافيوالديني.
*تنمية روح الحواروالتسامح واحترام حقوق الانسان.
*غرس بذور المحبة والتعاون ونزع بذور البغضوالشحناء.
*المجتمع الذي يتساوى الناس فيه أمام القانون، وينال كلذي حق حقه، ولا تمييز فيه لفئة على أخرى، تقل فيهدوافع العدوان و الخصومةوالنزاع.
6/*أهمية السلم:
*فرض النظام والأمنوالاستقرار.
*ضمان الحقوق المدنيةوالسياسية للمواطنين.
*التمتعبممارسة الديمقراطية وحرية التعبير.
*تحقيق المساواة امام القانون بين الجميع علىاختلاف الالوان والاجناس.
7/ صرخة طفل:
" إلهى إلهى ترى قد إشتدالظلام الحالك على كل الممالك ، وإحترقت الآفاق من نائرة النفاق ، وإشتعلت نيرانالجدال والقتال فى مشارق الأرض ومغاربها ، فالدماء مسفوكة والأجساد مطروحة والرؤسمذبوحة على التراب فى ميدان الجدال ، رب رب ارحم هؤلاء الجهلاء وانظر اليهم بعينالعفو والغفران واطف ِ هذه النيران حتى تنقشع هذه الغيوم المتاكثفة فى الآفاق حتىتشرق شمس الحقيقة بأنوار الوفاق وينكشف هذا الظلام ويستضئ كل الممالك بأنوار السلام، رب انقذهم من غمرات بحر البغضاء ونجهم من هذه الظلمات الدهماء وألف بين قلوبهمونور أبصارهم بنور الصلح والسلام ، رب نجهم من غمرات الحرب والقتال وانقذهم من ظلامالضلال واكشف عن بصائرهم الغشاء ونور قلوبهم بنور الهدى وعاملهم بفضلك ورحمتكالكبرى ولا تعاملهم بغضبك الذى يرتعد منه فرائص الأقوياء ، رب قد طالت الحروبواشتدت الكروب وتبدل كل معمور بمطمور رب نور القلوب بسراج محبتك إنك أنت الكريم ذوالفضل العظيم وإنك أنت الرحمن الرحيم"
8/اطفال الجزائر ينادون معا إلى الوئام :
هيـا إلـى الـوئـام يـاإخوتـي الكـرام!
قد رفرفـتبـأرضنـا حـمـائـم السـلام!
هـيـا يـارفــاق لـنـتـرك الشـقـاق
بـالصفـح و الوفـاق فـيـالــه إكــرام!
لنسعـدالـجمـيـع بسـلمنـاالـوديـع
بـحـلمنـاالرفيـع سنـتـركالـخصـام!
لـنـمـلإ الـبـلاد الأمـن للـعـبــاد
ونـهجـر الأحـقـاد لنـفــرح الأنــام!
قد جـاءفـي القـرآن بـأوضـحالـبـيـان
بـأنـنـاإخــوان وديـنـنـا الإسـلام!
بـالـودوالـوفــاء ونـعـمـةالإخــاء
نترقـى إلـىالعليـاء على مـدىالأيــام!
بالـجـد والتفـانـي و تـركنـا التـوانـي
نـحقـق الأمـانـي فـي موطـن الإقـدام!
فلتفرحـوا ياإخوتـي وأنتـم يـارفـقتـي
وـلتفخـر يـا أمتـيبـالسيـر لـلأمــام!
لنـبـنـيالـبـلادونـصنـعالأمـجـاد
كي نصبـحالأسيـادفــذلـكالـمـرام!
إن نـوفبـالعهـودعلى خطى الـجـدود
من كـانوا كالأسـودهيهـات أننـضـام!
طوبى لكـم ياإخوتـيبـالألـفوالـمـودة!
ولتهتفـي يـا أمتـيمعـا إلـى الـوئـام!
فـي موطـنالأمـانجـزائـرالشجـعـان!
بـالعلـموالإيـمـاننـــــودع الآلام!
نــودعالـبـكـاءوالشـروالـبـــلاء!
إلـى غـدالصـفـاءلنـهـزمالـحـمـام!
ستعجـب الشعـوببتـركنـا العيــوب!
و نـقتفـيالـدروبعلـى خطـىالوئـام!
سنـغـرسالـورودفـي التـل و النـجود!
و للــورىنـقـودقـوافـلالـســلام !
9/نداء للسلام من المتعطشين للسلام:
ايتها الحرب الجبارة كفي عن قتل الابرار
ايتهاالحرب الجبارة كفاكي ظلما الاحرار
لقد عشنا سنيناطويلة نحاول وقف الدمار
فلماذا لا نعيش في سلام و ننشر الحب والوئام
فهيا اصحوا يا عرب من هذا المنام فليس السلام مجرد كلام
هيا قفوا و تعاونوا على نشر السلام
فلنقف جميعا متعاونين متحابين متفائلين
ننقذ اخواننا المسلمين و نحررهم من المعتدين
فلنسعى جاهدين
لوقف الظلم و نشر السلام فسلام سلام ما احلى السلام
*إن الشعر كان دائماً لسان الأمة و روحها ، وهو الذي عبرعن أحلامها وفلسفتها ، وكاندائماًجسراً ثقافياً وروحانياً بين الأمم المختلفة مقرباً ما بينها ،وجامعاًإياها في رحاب الإنسانية. إننا بالشعر ندرك إنسانيتنا ، ونحقق هويتنا الخاصة بكلمنا كأمة مختلفة عن الأمم الأخرى ، ولكن هذا الاختلافيصبح في رحاب الشعر رباطاًجميلاًيجمعنا في بوتقة الإنسانية في إطار من الحب والسلام والوفاق بينالإنسانوأخيه الإنسان. لكن هذهالإنسانية لن تنعم بوئام حق وسلام شامل إلا بنبذ أسبابالصراعات التي تنشأ بين الأمم ، فيرحل المحتلون عنالأراضي التي اغتصبوها زوراًوبهتاناً وعدواناً ، ويعود أصحاب الأراضي إلى أراضيهمالتي سُلِبَتْ منهم ، حينئذفقطسيكون هناك أملٌ في سلام عادل وشامل ، حينئذ فقط ستنعم الإنسانيةوالطبيعةبانسجام و وئام ، حينئذسيكون للناس امال وطموحات بغد افضل ومستقبل اشرق.
10- خاتمة:
*في عصر السباق نحو التسلحوالدمار لا نماك الا ان نتحسر على الواقع المرير الذي نعيشه وعلى الارواح التي تزهقكل يوم والدماء التي تسفك كل ثانية . كثيرٌ من الأشياء تفرقنا ، وتجعلنا نبدووكأننا في اختلافنا محالٌ أن نلتقي. منها اللغة ، الدين ، التاريخ ، الوطن . علىالرغم من كل هذه الأشياء التي قدتباعدما بيننا إلا أن هناك عاملاً مشتركاً بين كل الأجناس برغم كل هذهالاختلافاتوهو الإنسانية. فكلنا بلا شكننتمي إلى الإنسانية ديناً لا نختلف عليه ،ولغة نفهمها جميعاً ، وجنسية نحملها.هذهالإنسانيةالتي تذوب فيها كل الفروق هيالأمل الأوحد من أجل عالم يسوده الوئام والوفاق هي الوطن الأكبر الذي نولد منتمينإليه دون حاجة إلى جواز سفر أو بطاقةإثبات هوية.
- هذا ما يجعل وقف التجاربالنووية ونزع السلاح النووي من أي بلدٍ يمتلكه واجبٌ علينا، فليس من العقل إعلانالحرب على بلدبدعوى محاولة امتلاك سلاح نووي وغض الطرف عن بلد آخر يمتلك ترسانةمنالأسلحة النووية تكفي لتدمير الكرةالأرضية عدة مرات إنها كارثة محدقة بنا وإن لمنسارع الآن بوقف هذه الانتهاكات بوازع من ضميرنا الإنسانيفقد يكون الوقت متأخراًلاحقاً.نحن بحاجة إلى جراءة في الحديث عن ثقافة جديدة تنظر إلىالواقع بلغة مختلفة لايسمح فيها لمتطرفيختفي خلف الجدران التاريخية ليذكرنا بالصراعات ويمليعلينا آلية تاريخية متطرفة.
تمهيد:
إنّالإسلام دين السلم وشعاره السلام، فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود منالزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماءويقيمون العداوات بينهم لقرون، جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام، ونبذ الحروبوالشحناء التي لا تولّد سوى الدمار والفساد.ولذلك فإن القرآن جعل غايته أن يدخلالناس في السلم جميعاً، فنادى المؤمنين بأن يتخذوه غاية عامة، قال الله -عز وجل- مخاطباً أهل الإيمان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].بل إن من صفاتالمؤمنين أنهم يردون على جهل الآخرين بالسلم، فيكون السلم هنا مسلكاً لردّ عدوانالجاهلين، قال تعالى: (...وإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما). ذلكأن مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف، ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام، ومسلكاللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوويوصي دائماً أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن، والإحسان إلى المسيئين، مصداقاً لما قالتعالى موصياً سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وسلم-...وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلمفقال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم – وهذا وقت الحرب- وطالبهم بتلمّس السلم إنوجدوا رداً إيجابياً من الطرف الآخر، فقال تعالى: (فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا). ويقول الإمام علي رضي الله عنه في عهده لمالك الاشتر: «ولاتدفعن صلحاً دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى، فإن في الصلح دعة لجنودك، وراحة من همومك، وأمنا لبلادك».
1-تعريف السلم والأمن:
- السلم كلمة واضحة المعنى، تعبر عن ميل فطري في أعماقكل إنسان، وتحكي رغبة جامحة في أوساط كل مجتمع سوي، وتشكل غاية وهدفاً نبيلاً لجميعالأمم والشعوب. والسلم من السلام وأصله السلامة أي البراءة والعافية والنجاة منالعيوب والآفات والأخطار. ويطلق السلم بلغاته الثلاث السِلم والسَلم والسَلَم علىما يقابل حالة الحرب والصراع.قال ابن منظور: السَلم والسِلم: الصلح، وتسالموا: تصالحوا، والتسالم أي التصالح. والمسالمة تعني المصالحة. وحكي ان السلم هو: الاستسلام وضد الحرب. وهو وضع يسود فيه الامن والسلام ويشعر فيه الفرد بالامانوالسكينة والاستقرار وهو عامل اساسي لتقدم الامموازدهارها.
-أنواعالأمن و السلم:
ا/ الأمن الداخلي :والذي يتضمن:
*الأمن العمومي:وتقوم به مصالح الأمن بهدف حمايةالأفراد والممتلكات
*الأمن الاجتماعي:ضمان التعليم وحرية التعبير والابتكار وحماية التراث الوطنيوالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية
*الأمنالاقتصادي :تقوم به الدولة بهدف تحقيق الأمنالغذائي والتقدم التكنولوجي وحماية الاقتصاد الوطني
ب/ الامنالخارجي:
وهو حماية وصونالاستقلال الوطني والحدود الجزائرية البرية والبحريةوالجوية.
2-تعريف السلام :
هو الأمان وحفظالكرامة والعمل على وجود مصالح مشتركة تحقق قيام حضارة تقوم على احترام الذاتواحترام الأخر والتمسك بالعدل واحترام العدالة وتوفير الرقى لجميع الأجناس البشريةعلى وجه الأرض بل وتهدأ بوجوده جميع الكائنات الحيةْ .*يتحقق السلام فى ظل العدالةوبدونها فلا وجود للسلام فالعدالة تقوم على حفظ التوازن البشرى بتطبيق القوانين علىوجه يحقق المساواة وعدم التمييز وبذلك تكون العدالة جسرا يوصل إلى السلام .
وجاءت العدالة ممثلة فى ظلتشريعات الكتب السماوية على مر العصور لكى تكون بمثابة الدستور الذى يحقق العدلوالمساواة بين جميع أجناس البشر.
*السـلام قبل ظهور الإسلام : كانت شبه الجزيرة العربية مكونة من قبائل صحراوية تحكمهاوتسيطر عليها العصبية القبلية مع وجود العادات الناتجة عن الجهل المتوارث مثل تقديمالقرابين للأصنام ووأد البنات وتجارة الرقيق ووجود مجتمع طبقى البقاء فيه للأقوىوكانت العصبية القبلية هي العامل الرئيسي لاستمرار الحروب بين القبائل ويجسد لناالشعر الجاهلى ما كان علية هؤلاء من عداء لمجرد التعصب وانتشار الرذيلة واضطراب فىالنفس البشرية لضياع العدالة وسيادة قانون البقاء للأقوى .
3*السـلام فى ظـل الإسلام :
- لعل الإسلام عني عناية فائقة بالدعوة الى السلام بلإن السلام اسم من أسماء الله فجاء الإسلام بالقران الكريم وهو الدستور الذى يحققالسلام فقال تعالى (وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) وتحية الإسلام هى (السلام عليكم) .ويضع هذه القيمة (أي قيمة السلام) على رأس القيم التى فيها صلاحالعالم ولقد كان للإسلام مع الخونة قصصا يرويها التاريخ بإعجاب وإكبار فلم يسمع أحدأن النبى الكريم أو خلفائه من بعده انهم قتلوا نصرانيا لأنة لم يسلم أو عذبواكتابيا أو سجنوه أو منعوه من التعبد وإقامة شعائره الدينية .
دين الإسلام لا يدعو إلا للسلام أما عن الحروب التىنشبت فى الإسلام منذ ظهوره فإنما كانت لدوافع وحق مشروع منها الدفاع عن النفسومحاربة الطغاة .وقد فطن الإسلام عن الضرر الذى ينشأ من الحروب والعدوان فقال تعالى ( وان جنحوا للسلم فجنح لها وتوكل على الله)
*ويخطئ من يظن أن الإسلام انتشر بحد السيف أو كمايسمى بعض المستشرقين [الجهاد] ذلك أن الجهاد المقصود هو جهاد النفس والدفاع عنالنفس لا جهاد الصهيونية والمستعمرين .
4*الـســلام والـعــصـر:
- إن للعالم الآن شكل متغير عما كان من قبل فقد نالت الشعوب درجة أعلى منالحرية وتمكنت منظمات المجتمع المدنى درجة اعلى من التمكين و أصبحت العلاقاتالدولية غير مقيدة بل وصارت حقوق الإنسان والسلام والتنمية وغيرها تتحرك فى افاق أممية .
* العنف:
* تتعدد المواقف والأسباب والأشكال والأنواع لكن فيالنهاية العنف معناه واحدلا يختلف "إيذاءشخص" وإلحاق الضرر به، وانتزاع المراد منه بالقوة وإجباره على التنازل عنه.
5-كيف نعالج العنف؟:
*احترام النظام الديمقراطي للدستور.
*تحقيق الامن الغذائي.
*محو الفوراق الاجتماعية والازمة الطبقية.
*رفع حالة التهميش و توفيرمتطلبات الحياة( صحة - عمل - تعليم)
*احترام التنوع الاجتماعي والثقافيوالديني.
*تنمية روح الحواروالتسامح واحترام حقوق الانسان.
*غرس بذور المحبة والتعاون ونزع بذور البغضوالشحناء.
*المجتمع الذي يتساوى الناس فيه أمام القانون، وينال كلذي حق حقه، ولا تمييز فيه لفئة على أخرى، تقل فيهدوافع العدوان و الخصومةوالنزاع.
6/*أهمية السلم:
*فرض النظام والأمنوالاستقرار.
*ضمان الحقوق المدنيةوالسياسية للمواطنين.
*التمتعبممارسة الديمقراطية وحرية التعبير.
*تحقيق المساواة امام القانون بين الجميع علىاختلاف الالوان والاجناس.
7/ صرخة طفل:
" إلهى إلهى ترى قد إشتدالظلام الحالك على كل الممالك ، وإحترقت الآفاق من نائرة النفاق ، وإشتعلت نيرانالجدال والقتال فى مشارق الأرض ومغاربها ، فالدماء مسفوكة والأجساد مطروحة والرؤسمذبوحة على التراب فى ميدان الجدال ، رب رب ارحم هؤلاء الجهلاء وانظر اليهم بعينالعفو والغفران واطف ِ هذه النيران حتى تنقشع هذه الغيوم المتاكثفة فى الآفاق حتىتشرق شمس الحقيقة بأنوار الوفاق وينكشف هذا الظلام ويستضئ كل الممالك بأنوار السلام، رب انقذهم من غمرات بحر البغضاء ونجهم من هذه الظلمات الدهماء وألف بين قلوبهمونور أبصارهم بنور الصلح والسلام ، رب نجهم من غمرات الحرب والقتال وانقذهم من ظلامالضلال واكشف عن بصائرهم الغشاء ونور قلوبهم بنور الهدى وعاملهم بفضلك ورحمتكالكبرى ولا تعاملهم بغضبك الذى يرتعد منه فرائص الأقوياء ، رب قد طالت الحروبواشتدت الكروب وتبدل كل معمور بمطمور رب نور القلوب بسراج محبتك إنك أنت الكريم ذوالفضل العظيم وإنك أنت الرحمن الرحيم"
8/اطفال الجزائر ينادون معا إلى الوئام :
هيـا إلـى الـوئـام يـاإخوتـي الكـرام!
قد رفرفـتبـأرضنـا حـمـائـم السـلام!
هـيـا يـارفــاق لـنـتـرك الشـقـاق
بـالصفـح و الوفـاق فـيـالــه إكــرام!
لنسعـدالـجمـيـع بسـلمنـاالـوديـع
بـحـلمنـاالرفيـع سنـتـركالـخصـام!
لـنـمـلإ الـبـلاد الأمـن للـعـبــاد
ونـهجـر الأحـقـاد لنـفــرح الأنــام!
قد جـاءفـي القـرآن بـأوضـحالـبـيـان
بـأنـنـاإخــوان وديـنـنـا الإسـلام!
بـالـودوالـوفــاء ونـعـمـةالإخــاء
نترقـى إلـىالعليـاء على مـدىالأيــام!
بالـجـد والتفـانـي و تـركنـا التـوانـي
نـحقـق الأمـانـي فـي موطـن الإقـدام!
فلتفرحـوا ياإخوتـي وأنتـم يـارفـقتـي
وـلتفخـر يـا أمتـيبـالسيـر لـلأمــام!
لنـبـنـيالـبـلادونـصنـعالأمـجـاد
كي نصبـحالأسيـادفــذلـكالـمـرام!
إن نـوفبـالعهـودعلى خطى الـجـدود
من كـانوا كالأسـودهيهـات أننـضـام!
طوبى لكـم ياإخوتـيبـالألـفوالـمـودة!
ولتهتفـي يـا أمتـيمعـا إلـى الـوئـام!
فـي موطـنالأمـانجـزائـرالشجـعـان!
بـالعلـموالإيـمـاننـــــودع الآلام!
نــودعالـبـكـاءوالشـروالـبـــلاء!
إلـى غـدالصـفـاءلنـهـزمالـحـمـام!
ستعجـب الشعـوببتـركنـا العيــوب!
و نـقتفـيالـدروبعلـى خطـىالوئـام!
سنـغـرسالـورودفـي التـل و النـجود!
و للــورىنـقـودقـوافـلالـســلام !
9/نداء للسلام من المتعطشين للسلام:
ايتها الحرب الجبارة كفي عن قتل الابرار
ايتهاالحرب الجبارة كفاكي ظلما الاحرار
لقد عشنا سنيناطويلة نحاول وقف الدمار
فلماذا لا نعيش في سلام و ننشر الحب والوئام
فهيا اصحوا يا عرب من هذا المنام فليس السلام مجرد كلام
هيا قفوا و تعاونوا على نشر السلام
فلنقف جميعا متعاونين متحابين متفائلين
ننقذ اخواننا المسلمين و نحررهم من المعتدين
فلنسعى جاهدين
لوقف الظلم و نشر السلام فسلام سلام ما احلى السلام
*إن الشعر كان دائماً لسان الأمة و روحها ، وهو الذي عبرعن أحلامها وفلسفتها ، وكاندائماًجسراً ثقافياً وروحانياً بين الأمم المختلفة مقرباً ما بينها ،وجامعاًإياها في رحاب الإنسانية. إننا بالشعر ندرك إنسانيتنا ، ونحقق هويتنا الخاصة بكلمنا كأمة مختلفة عن الأمم الأخرى ، ولكن هذا الاختلافيصبح في رحاب الشعر رباطاًجميلاًيجمعنا في بوتقة الإنسانية في إطار من الحب والسلام والوفاق بينالإنسانوأخيه الإنسان. لكن هذهالإنسانية لن تنعم بوئام حق وسلام شامل إلا بنبذ أسبابالصراعات التي تنشأ بين الأمم ، فيرحل المحتلون عنالأراضي التي اغتصبوها زوراًوبهتاناً وعدواناً ، ويعود أصحاب الأراضي إلى أراضيهمالتي سُلِبَتْ منهم ، حينئذفقطسيكون هناك أملٌ في سلام عادل وشامل ، حينئذ فقط ستنعم الإنسانيةوالطبيعةبانسجام و وئام ، حينئذسيكون للناس امال وطموحات بغد افضل ومستقبل اشرق.
10- خاتمة:
*في عصر السباق نحو التسلحوالدمار لا نماك الا ان نتحسر على الواقع المرير الذي نعيشه وعلى الارواح التي تزهقكل يوم والدماء التي تسفك كل ثانية . كثيرٌ من الأشياء تفرقنا ، وتجعلنا نبدووكأننا في اختلافنا محالٌ أن نلتقي. منها اللغة ، الدين ، التاريخ ، الوطن . علىالرغم من كل هذه الأشياء التي قدتباعدما بيننا إلا أن هناك عاملاً مشتركاً بين كل الأجناس برغم كل هذهالاختلافاتوهو الإنسانية. فكلنا بلا شكننتمي إلى الإنسانية ديناً لا نختلف عليه ،ولغة نفهمها جميعاً ، وجنسية نحملها.هذهالإنسانيةالتي تذوب فيها كل الفروق هيالأمل الأوحد من أجل عالم يسوده الوئام والوفاق هي الوطن الأكبر الذي نولد منتمينإليه دون حاجة إلى جواز سفر أو بطاقةإثبات هوية.
- هذا ما يجعل وقف التجاربالنووية ونزع السلاح النووي من أي بلدٍ يمتلكه واجبٌ علينا، فليس من العقل إعلانالحرب على بلدبدعوى محاولة امتلاك سلاح نووي وغض الطرف عن بلد آخر يمتلك ترسانةمنالأسلحة النووية تكفي لتدمير الكرةالأرضية عدة مرات إنها كارثة محدقة بنا وإن لمنسارع الآن بوقف هذه الانتهاكات بوازع من ضميرنا الإنسانيفقد يكون الوقت متأخراًلاحقاً.نحن بحاجة إلى جراءة في الحديث عن ثقافة جديدة تنظر إلىالواقع بلغة مختلفة لايسمح فيها لمتطرفيختفي خلف الجدران التاريخية ليذكرنا بالصراعات ويمليعلينا آلية تاريخية متطرفة.