معلومة مونديالية ..
فلسطين أول دولة آسيوية تشارك في التصفيات المؤهلة لمونديال كأس
العالم 1934
نعيش الآن المونديال التاسع عشر المقام حالياً في جنوب إفريقيا تلك
الدولة القابعة في أقصى جنوب الكرة الأرضية ، تسعة عشر بطولة حافلة
بالأرقام والأحداث لسنا بصدد الحديث عن تفاصيلها ، إلا أن هناك أحداثاً
تبقى محفورة في سجل من ذهب ، سجل نهائيات كأس العالم التي لا تضيع كبيرة أو
صغيرة إلا وتقوم بتأريخها لنبقى نتناقلها جيلاً بعد جيل ، وفي ظل الظروف
الصعبة التي تعيشها فلسطين ورياضة فلسطين وكرة القدم في فلسطين بسبب
الإحتلال الغاشم الذي لم يكتفي باحتلال الأرض بل وصادر الثقافة الفلسطينية
ونسبها إليه ، وصادر المقدسات وزعموا بأنها لهم ، وصادروا زيتوننا وزيتنا ،
وحاولوا طمس التاريخ وتزييفه وتهويد كل ما هو عربي ، حتى إرثنا الرياضي لم
يسلم من شرورهم ، فــ فلسطين هذه الدولة العربية التي تعتبر الدولة الأولى
على مستوى قارة آسيا التي شاركت في التصفيات المؤهلة إلى مونديال كأس
العالم 1934 أي ثاني نسخة مونديالية حيث كانت التصفيات في ذلك الوقت غير
محكومة بقوانين الفيفا الحالية حيث ان القوانين تبدلت وتغيرت مع مرور
السنين ، فاستطاعت فلسطين أول ممثل آسيوي أن تصل إلى المباراة الحاسمة
لتقابل مصر ممثل إفريقيا وخسرت مبارتي الذهاب التي أقيمت في القدس (4-1
) والإياب في القاهرة ( 7-1) و استطاع المنتخب المصري أن يتأهل الى نهائيات
كأس العالم 34 م ، وبالرغم من أن المنتخب الفلسطيني تلقى خسارتين ذهاباً
وإياباً إلا أنها حظيت بشرف تمثيل قارة آسيا كأول دولة آسيوية تشارك في
التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم وفي المقابل حظيت مصر بشرف تمثيل
العرب و إفريقيا كأول دولة عربية وإفريقية تشارك في هذه التظاهرة العالمية ،
ولم تكتف فلسطين بهذا القدر بل أيضاً شاركت في التصفيات المؤهلة لمونديال
كأس العالم 1938 إلا أنها أيضاً تلقت خسارتي الذهاب والإياب أمام اليونان (
2-1) في القدس ، ( 1- 0 ) في أثينا ، وعلى الرغم من أن فلسطين لم تستطع
الوصول الى المونديال العالمي إلا أنها حظيت بشرف المحاولة وبدأت تعمل بشكل
مبكر جداً أي في بدايات انطلاقة هذا الحدث الكبير لكنها لم تستطع أن تكمل
مشوارها بسبب النكبة التي ألمت بها ولم تستطع بعد ذلك تطوير نفسها ومواصلة
مشوارها الكبير على صعيد كرة القدم لا سيما كأس العالم الحلم ، ومن المؤسف
حقاً أن لا يسجل هذا التاريخ باسم فلسطين في سجلات الفيفا ، بل نسب كما
نسبت الأرض والتاريخ والهوية والثقافة إلى "إسرائيل " هذا الكيان الذي لم
يكن قائماً بعد في ذلك الزمن الفلسطيني المشرف ، فضاعت فلسطين وضاعت
الأحلام ، وستبقى فلسطين في قلوبنا للأبد وسيبقى تاريخها وثقافتها وهويتها
وحاضرها وماضيها ومستقبلها وأرضها وهوائها ومائها وشجرها وحجرها محفوراً في
وجداننا للأبد وستبقين عصية على العدوان مهما طال الزمان ..