الأدب بحر لايدخله إلاّ أصحابه ، ومانحن منه إلاّ بنقطة ، ولكن نبقى نحاول ونحاول ، علّ أو ربما نلحق بالركب
ونأخذ ونعطي ما في جعباتنا .
فقلت أختار لأحبتي موقف بسيط بليغ هادف إلى حد بعيد ، بل وحتى فاصل في أمر ليس ذكره باليسير
إليكم بلاغة هذا الأعرابي الذي وصل بفن وإبداع لمبتغاه

كثيرا ما نسمع المثل القائل "وافق شن طبقة" فما هي قصة هذاالمثل؟ و من هو شن ؟ و من هي طبقة ؟ لنتابع ...

كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له " شن "
فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها.فبينما هو في بعض مسير إذ وافقه رجل في الطريق
فسأله شن:
أين تريد ؟
فقال: موضع كذا
يريد القرية التي يقصدها شن فوافقه حتى أخذا في مسيرهما
قال له شن: أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني
فسكت عن شن وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع قد استحصد
فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟
فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا ؟
فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة
فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً ؟
فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي وافق شن طبقه .. 090

فسكت عنه شن ، فأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصبر به إلى منزله فمضى معه
وكان للرجل بنت يقال لها "طبقة" فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه
فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل.
أما قوله " أتحملني أم أحملك " فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا.
وأما قوله " أترى هذا الزرع أكل أم لا " فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا.
وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا.
فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال:
أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه وافق شن طبقه .. 141

قال: نعم فسره.
ففسره .....
قال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه.
قال: ابنة لي.
فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله
فلما رأوها قالوا:
وافق شن طبقة
فذهبت مثلاً. يضرب للمتوافقين.......................

طبعاً الأوزان تختلف ، ولكل معيار وزنه